

جون ديبوا يحلل اسباب استعراب العديد من قبائل ليبيا ويحاول ايجاد تفسير لهذة الظاهرة…
الجزء –1
يقول جون ديبوا في كتابة جغرافيا جبل نفوسة ص166 عام 1933م
شرق القلعة (آغرم) تتناثر قرى ككلة التي لا زال بعضها يتذكر ان ساكنتها تتكلم اللغة الليبية وتتبع المذهب الإباضي، فساكنة المزايدة يتذكرون جيدا ذلك كما يقول امثالهم من (الجحيش)! انهم يتكلمون العربية ويتبعون المذهب المالكي منذ 180 عام، وكذلك اهل ماجرسان جنوب يفرن الذين تعربوا منذ حوالي قرن، و لا زالت نساؤهم يعتمرن عصابة الرأسية الضيقة الخاصة بـالنساء الليبيات الاصليات، كل هؤلاء الذين بدلوا لغتهم واحيانا مذهبهم الديني، يعترفون تلقائياً باصولهم الليبية، التي لا ترقى اليها ذرة شك.
نحن نعرف انه في زمن مضى كانت غالبية قرى ككله وغريان تتحدث اللغة الليبية وتدين بالمذهب الاباضي، غير ان تعريبها قديم جداً، كذلك فـحتى وان كان الاهالي لازالوا يعلنون اصولهم الليبية، فإن معضمهم ما عادوا يتذكرون ذلك الزمن الذي كانت فيه لغتهم ودينهم شيئاً آخر غير ماهم عليه الآن، بل ان بعضهم يدعي بأنهم عرب اقحاح، والحال انهم يخونون أنفسهم ووطنهم ولسان حالهم يقول: “نبيل اكثر وانيق اكثر ان تكون عربياً“، من جهة اخرى نجد ان اخوتهم الاباضيين النافوسيين الناطقين باللغة الليبية يعترفون بفخر ودون عقده ببسالتهم الأصلية.
بعد بحوث ميدانية متقاطعة يمكننا تأكيد الاصول الليبية لمجموعة قرى منها اولاد زيري (حيث اقر الاهالي بانهم يتحدثون العربية منذ سبعة اجيال علي اقل تقدير)، واولاد عيسى وامزير واولاد عبد المولى الصنهاجي، واولاد سعيد، كما ان جزء مهما من ساكنة البيات ذات اصول ليبية اصيلة، وكذلك اولاد عمور، وتاكبال والقصور وفصيل لا يستهان به من اولاد عمران المتفرقين الى عشرة فروع.
هكذا تكون بلاد ككله وبكل تاكيد آخر البلاد التي اتى عليها طوفان التعريب، والآن يمتد هذا الطوفان الي قرى يفرن، فقد مس ماجرسان وواضح ان كل هؤلاء “العرب” المزعومين ماهم الا ليبيون معربين، سوف نتجاوز هنا معطيات الخريطة اللغوية وبكل أمان.
ليس التعريب دائماً حركة مد كاسحة، بل عادة ما يكون اختراقاً
يتبع ماذا قال اجداد الرياينة والفواضل والزرقان والرجبان والرحيبات عن اصولهم انتظرونا…
أصول السوادنة