خششني نطلعك – الإحتفال برأس السنة الليبية صاحبة رفض من اشباه الليبيين

PrintE-Mail

طالعت قرأة عاقلة للكاتب الليبي عيسى عبدالقيوم حول تداعيات الاحتفالات بالسنة الليبية الجديدة قبل اسبوعين, في المقابل قرأت مقالات أخرى أختلطت عند كتّابها المفاهيم والقيم والعبرة من هذا الاحتفال, هناك أيضا نقاشا سفسطائيا وحتى غوغائيا ودمويا, أنصرف في بعضه الى حدود التهديد بالقصف بالدبابات والراجمات للذين يريدون الاحتفال بالتأريخ الليبي في سنته 2960 – 2010 مسيحي.

جميل أذهب أقصف أعضاء رابطة شباب الغد التابعة الي سيف الاسلام القدافي والتي أحّيت الاحتفال بالسنة الليبية الجديدة بأوامر من سيف الاسلام نفسه وفي ثلاثة مدن ليبية غير ناطقة بالامازيغية, وما تنساش على طريقك تقصف مقر جريدة قورينا التي قالت عنها انها مناسبة ليبية وتخص كل الليبيون, كلام عين العقل, هذا كلام يوحي بأنه حفرة, لاتسمعه حتى قبل سنتين بشكل رسمي, كان تابو لايمكن الاقتراب منه, كويس نمشوا معاك الى فم الباب, الان نحن أمام حالة نقاش تحدث في شأن ليبي صميم غير وافد من الخارج وهذا حصانك و هذه السدرة.

هناك أفعال وردود أفعال في بعضها شطط وروّينة وفي بعضها شئ من الانصاف, حيث قرأت مداخلة أو أكثر للاستاذ عبدالنبي ابوسيف الذي دعا الى اعتماد المناسبة عيدا وطنيا ليبيا وهذه حالة نسجلها عن ليبي عاقل لم تخّنه الحكمة, الجناح الاسلامي وتحديدا الاخوان المسلمون فرع ليبيا أدلى بدلوه في الموضوع وأصدر المعمّمون فتوى مفادها ان اي احتفال باستثناء العيدين الكبير والصغير يعتبر حرام زقوم, – ياسيدي غير ردها في جواها – حتى هذه الفتوى جاءت في توقيتها وستقودنا الى نقاش عقلاني يطلع صاحبها علي لوحة.

أنا مرتاح جدا من حالة النقاش هذه ومرتاح من شجاعة بعض الكتاب الليبيون الذين يتناولونها كل حسب ادراكه أو فهمه للمناسبة حتى تتضح لهم الرؤية وينقشع الظلام.

يبدو انه هناك بواكير ارهاصات للتصالح مع الهوية الليبية الأصيلة بكل عمقها التاريخي المشرّف وهذا لعمري أكثر من رائع, حالة التفكير في التصالح مع الهوية الليبية سوف تحرج الكثيرون اذ لم تكن قد أحرجتهم وفات, خاصة اولائك الذين ما انفكوا وماتوقفوا يخبروننا بانهم ليسوا ليبيون في الاصل وانما هم ضحايا صراعات حدثت في الحجاز أدّت الى نزوحهم الى ليبيا زرافات ونوق مهاجرة, ايضا هناك أكثر من متفرج لم يدلو بدلوه, بعضهم وجدوا أنفسهم امام حالة تشبه الصدمة اذ لم تكن الصدمة بعينها, فقط لانهم أكتشفوا ان كل ماهو ليبي أصيل لايخصهم ولا يعنيهم و لايعود اليهم عندما يردف – كاتب – ليبي _ بانه أصيل سلالة بن سليم من نجد في السعودية, وديما يلبس في شنة ليبية حمراء, باهي شيل الشنة الليبية وألبس العقال وتشوف الجو كيف.

هذا هو سبب عدم فهم مغزي الاحتفال بالسنة الليبية الجديدة لانه ببساطة يجد نفسه ابن الحجاز أكثر من ان يكون ابن ليبيا, اذا عرف السبب بطل العجب, يتنّصل من موروثا ضاربا في عمق التاريخ وينكره علينا, ويفرض من جانبه احتفالات جلبها معه من السعودية ولايعترف بغيرها, – خششني نطلعك – سؤال: “أنت ليبي أم سعودي؟”… قال “أنا سعودي من ليبيا”. هكذا تبدو الحالة بشكل عام في المشهد الليبي, هناك من يعتقد أو يتهياله بأنه هناك صنفين من الليبيون وعليهم ان يقف كل منهم في ضفة مقابلة للأخر ويحّدفوا بعضهم بالرشاد ويتبادلوا الشتائم ويعبّو وجوه بعضهم بالدفالات حاشا القارئ, فيه واحد قال “نطلّعلكم دبابة يا بربر”, هذا كلام سرسرية يؤدون أو يلعبون دور السفيه وهذا مستنقع لن ندخله لانه ببساطة هذه ليست معركتنا, لكن ان ينقل البعض الحديث عن مناسبة فرح ليبية لها 2960 سنة الي براثن فتاوى الملتحين ويجردها من مفاهيمها وقيمها ويجّرها الى ساحة التقادف بالحجارة في مشهد يعيد الى أذهانهم الحنين الى موقعة داحس والغبراء, وهذه ليست ثقافة ليبية.

حالة الفزع من التصالح مع الهوية الليبية لم تبدأ مع الاحتفالات التي أصبحت تأخد الطابع الرسمي, ثلاثة مدن ليبية تم خمسة تم كل ليبيا انتظروا, حتى ولو كان الذي يدعو أويسمح بالاحتفال بالمناسبة هو الرئيس الليبي الجديد سيف الاسلام القدافي الذي سطا أتباعه في جحفل رابطة الشباب على بيت عجوز يفرنية وأصدروا بيانا رسميا من فوق عرم رشاد.

قلت حالة التململ التي واكبت وماتزال تواكب صدمة الفهم والتصالح مع الهوية الليبية الأصيلة, كانت قد بدأت منذ سنوات, ولم يكن أولها تصريحات الاستاذ سليمان دوغة عضو جماعة الاخوان المسلمون فرع ليبيا ” بانه لديه معلومات أمنية مؤكدة حول نشطاء وقيادات ليبية أمازيغية في الخارج تتقاضي معونات مالية منتظمة من المخابرات الامريكية تحديدا, حسب الاستاذ دوغة مدير شركة سيف الاسلام القدافي الغد في مكالمة هاتفية معي انا شخصيا, اتهام دوغة الباطل والذي مازلنا نسأله ونرجوه وننتظره ان يفضح هؤلاء الخونة العملاء امام الملاء, لكنه لم يفعل ولن يفعل, ببساطة شديدة لأنه كذاب وملاطعي.

الاتهام الآخر وصلنا من الاستاد جمعة القماطي أيضا عضو الاخوان فرع ليبيا الذي وصلته الصدمة باكرا, اذ ذهب الي ابعد من اتهام دوغة وقال “هؤلاء النشطاء الامازيغ الليبيون في الخارج لديهم اتصالات مشبوهة مع اليهود ويلتقون معهم في ملتقيات دولية”, الاستاذ القماطي ايضا عندما سألناه عن دليله وبرهانه لم يرّد, كأنك تتكلم مع جدار وسكت الي الأبد, باهي علاش الكذب والتبلعيط؟ والا هذه من صفات الاخوان المسلمون فرع ليبيا.

قلت هذه حالة من الفزع تتشكل في أذهان أشباه الليبيون وقصيري النظر عندما تصدمهم تباشير العودة الي أصالة ليبيا والتصالح مع هويتها الحقيقية دون جّرها الي خارج حدودها ودون قدف حجارة واحدة… في تصوري ان صدمة التصالح مع الهوية الليبية الأصيلة قد بدأت وفي جراب الصدمة مايزال الكثير.

محمد ربيع – كباون



قم بكتابة اول تعليق

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*