

لم تكن بداية ذلك اليوم عادية على أهل الطويبية، كيف لا و هناك من يتربص بهم و يعد العدة للثأر لدم رفيقي العمر و العمل! نعم فأهل الطويبية قاموا بقتل رفيقين، احدهما سارق كسرت شوكته و بقيَ عبرة لمن بعده و الآخر قدِم ليلاً لرد إعتبار صديقه، فقُتل هو الأخر! تسللت خيوط شمس ذلك اليوم معلنة بدايته وكان الكل قد تناسوا او حاولوا تناسي ما حدث في الليلة و اليوم الذي سبق، ظناً منهم انّ الحق معهم وانّ الدفاع عن الأرض والعرض شئ واضح للعيان و لايختلف حوله اثنان! الى لحظة ما كانت الحياة طبيعية والناس هناك يمارسون مشاغلهم اليومية رغم قساوة الظروف المحيطة، لكن هيهات فالأقسى لم يحضر بعد! فجأة و في فترة لم تتجاوز الساعتين، حدث ما لم يكن في الحسبان، كأن قوم ياجوج و ماجوج وجدوا طريقهم نحو سطح الأرض و عاثوا في الأرض فساداً و دماراً !
منازل حرقت و أخرى فجرت و هم قد رحموك في حالة هي فقط سُرقت! في حضرتهم ليس لك الحق بإقتناء سيارة، فكل سيارة او مركبة ستقابلهم هي ملك لهم بدون عقد بيع او شراء! ستكون محظوظاً ان سلمت من نيرانهم و ستُلقب بملك الحظ ان هم لم ينتشلوك من بيتك كرهينة ! لتصبح بعدها في عداد الموتى.! لم يسلم منهم لا كبير ولا صغير ولا شجر ولا طير ولا دابة ولا حتى قبور الأموات!
السؤال هنا!
كيف لهذا العدد من الأجساد ان يحضر تباعاً و انتقاماً لقضية باطلة! من ورائهم و لما! و هل كانوا بكامل قواهم العقلية فعلاً ام انّ عقولهم ذهبت و ذهب ريحها!
كلمات العبد لا توفي حق المشهد و مأساويته.و لله نشكي ضياع حقوقنا و ما عند الله احق و اصدق و ابقى .

قم بكتابة اول تعليق