في عام 2005م، تفاجأ بعض الليبيين بوضع عبارة (مواطن حسب القانون) في كتيب العائلة الخاص بهم !… لم يفهم الكثيرين ممن يجهلون التاريخ الليبي ذلك، وظهرت شائعة تقول انت موش ليبي أصلي وانت (عايدون)! وأحياناً أخرى انت (لقيط)!، والبعض اعتبر القصة مؤمرة، وذهبوا للسجل المدني للاستفسار لعل هناك خطأ.
انها تعليمات القذافي
القذافي اراد بها ايصال رساله للمواطن الليبي مفادها (انت عربي ولست ليبي الأصل)، فالقذافي صرح عام 1988(انتم تقولوا نحن ليبيين !! لا.. نحن عرب موش ليبيين)، فقبل صدور قانون الجنسية رقم 17 لعام 1954م لم يكن العرب او الكراغله او الكريت ينسبون نفسهم لليبيين، بل ان مفتي ليبيا سابقاً الشيخ الطاهر الزاوي ومصطفى عبد الله بعيو اعترضوا على اسم ليبيا وليبيين لانها اسماء ليست عربية ولكنهم استسلموا للعرف وللواقع في نهاية الامر فهم لم يجدوا اسم بديل له عمق تاريخي يوحد السكان.
قانون الجنسية الليبية
هذه المعطيات والحقائق كلها ادت الى انطباق المادة 2 من قانون الجنسية الليبية رقم 24 على الوافدين، وعدم انطباق المادة 6 و7 و8 التي تتحدث عن الاصل الليبي عليهم، لانهم اقروا بعدم انتمائهم للاصل الليبي، ولكي تعرف الفرق، قم بسؤال (الليبي حسب الاصل) هل انت من اليمن او الشام او السعودية او اوروبا، يجيب برفض اي انتماء لأي وطن آخر ويؤكد لك انه ليبي قح جذوره ضاربه في البلاد منذ الالاف السنين، واذا سألت (الليبي حسب القانون) ما اصلك يقول لك انا من اليمن او من كربلاء او من نجد او الحجاز الواقعه في السعودية، وهذا الكلام لا خطأ فيه من الناحية التاريخيه لانهم وافدين على ليبيا عام 1051م وهم فعلاًَ ليسوا من الجنس الليبي الذي انتسبوا له بحكم القانون ولم يمضي على اكتسابهم لهذه الصفة سوى 64 عام فقط.
من اعطى الجنسية لليبيين؟
الجنسية الليبية استمدت من الجنس الليبي وبالتالي الليبي لا يحتاج لقانون لكي ينتسب لجنسه لانه فعلاً ليبي، انما من يحتاج لذلك هو الشخص الذي يعرف انه وافد على البلد، فهذه الفئة هي التي تحتاج للتجنس بجنسية الشعب الذي حلوا عليه.
الانتماء والتجنيس حسب العرف الدولي
يقول المثل العربي (من عاشر قوماً ثلاثين يوم صار منهم)، فمن المتعارف عليه دولياً ان الوافد ينتسب الى الاصل، فعندما يهاجر شخص تاركاً موطنه وبني جنسه ليعيش في موطن آخر مع جنس آخر فهذا يعني انه تخلى طوعاً عن ارضه وهويته وانتمائه السابق، وعكس ذلك سوف يقلب موازين الطبيعة وسيؤدي الى ازمة اندماج تترتب عنها ازمة هوية للدولة تؤدي لتفتيت وحدتها، فمن يهاجر الى بريطانيا يصبح بريطانياً، ومن يهاجر الى بلاد العرب (الخليج) يصبح عربياً، ومن يهاجر الى ليبيا يصبح ليبياً، هذه النقطة لا يفهمها العديد من الناس لانها غيبت عنهم.
ولكن الشيء الخارق لطبيعة الاعراف البشرية ان تهاجر لبريطانيا وبعد سنوات من التمسكن والتمكن تقول لهم مبروك صرتم عرباً، عليه قرر الحاكم بأمر الله الغاء الجنسية البريطانية واصدار الجنسية العربية، وان تمسككم بهويتكم وتاريخكم هو فتنه ومؤمرة.
محاولات الغاء عناصر الهوية الليبية
كان هناك محاولات جادة لاستبدال كلمة ليبيا باسم الجماهيرية اوعريبيا وتدخل علي فهمي خشيم لحل هذا الاشكال بنظرياته الهزلية وقال ليبيو اصلها عريبو وليبيا اصلها عريبيا، وتم الغاء اسم الجامعة الليبية واستبداله باسم جامعة قاريونس، وصارت لوحات السيارات تحمل اسم الجماهيرية بدل (ليبيا)، وفي مقابلات كرة القدم يقال مباره بين الجماهيرية و تونس…الخ، ، وعام 1998م ابدلت مصلحة الاثار اسم مجلة ليبيا القديمة الى عريبيا القديمة، وتم الغاء مصطلح الجنسية الليبية واستبدالها بالجنسية العربية (قانون رقم 18 لسنة 1980)، وفرض على كل من يريد فتح مكتب محرر عقود او محاسبة قانونية أن يتحصل على ما اسماه الجنسية العربية.
الغاء اسم ليبيا من لوحات السيارات
التاريخ يعرف من هم الليبيون
تاريخيا كان اول ذكر لاسم ليبيين في النقوش المصرية القديمة، وظهرت كلمة بربر عند الاغريق تم اخذها الرومان واطلقوها على الليبيين كما اطلقوا عليهم اسم افريكانوس (الافارقة)، اخذ البيزنطيون والعرب كلمة بربر واستمروا في اطلاقها على الليبيين وهذا تسبب في انحصار استخدام كلمة ليبيين، اطلق الليبيون على طبقة النبلاء منهم صفة امازيغ كما هو الحال في مجتمع الشركس مثلا الذي ينقسم الى امراء ونبلاء وعبيد.
كتب التاريخ قبل 1951م عندما تذكر كلمة ليبي فهي تشير بوضوح الى البربر دون غيرهم من الاجناس، انظر كتاب الليبيون الشرقيون لاوريك بيتس 1912 وكتاب سكان ليبيا لهنريكو دي اغسطيني 1917 وكتاب تاريخ الصف الخامس الابتدائي لسنة 1948 لمحمد فشيكه… للمزيد
كتاب تاريخ ليبيا العام محمد فشيكة
الكاتب يذكر بوضوح ان الليبين يتكلمون اللغة الليبية وهم يفرن وزوارة ونالوت … مع اني لا اتفق معه في حصر الاصل الليبي في الناطقين باللغة الليبية فقط فهناك ليبيون اصليون ولكنهم ناطقين بالعربية مثل وورفلة ومصراته ومسلاته وجنزور (مجريس وتاسا) وغريان وككله وترهونة ووشتاتة وانداره والماية وزواغه وغيرهم .
هل تعلم فی الخمسینیات عندما تقرر منح الجنسیه اللیبیه لمن یقطن الارض اللیبیه رفض بعض العرب والتركمان ان تكون هویتهم ليبية مثل: الطاهر الزاوي، بل ان بعضهم لا یزال لا یتحمل ان ینسب للیبیین الذين وصفهم … إقراء المزيد
الهوية الليبية معظم عناصرها مستمدة من السكان الليبيين الاصليين وهي امتداد لهم، ساهم من وفد على ليبيا في إثراء الهوية وكان عنصر ايجابي في المجتمع الليبي والبعض ساهم بشكل سلبي ولم يترك اي آثر إيجابي. … إقراء المزيد
منع وتجريم استخدام اللغة والاسماء والحروف الليبية في عهد القذافي اعتبرت الوطنية وحب الوطن والدعوة للإقليمية خيانة، واعتبروا ان هويتنا الليبية ستكون حجر عثرة أمام مشروع انشاء الامة العربية والوطن العربي، ولذلك استهدفوا بالمنع والإهمال … إقراء المزيد
احسنت