

حروب الزنتان مع المشاشية واولاد ابوسيف
( معركة أم العجرم 1893م – معركة تجميل 1911م)

( معركة اليتيمة 1894م )

معركة أم العجرم
وادي يقع جنوب مزدة بحوالي 125 ك.م وهو من الوديان التي طالما تنازع عليها الزنتان و أولاد بوسيف وفي خريف عام 1893م وقعت فيه معركة بين الزنتان والاتراك من جهة وقبيلة أوﻻد أحمد من أولاد بوسيف من الجهة الاخرى، كانت من المعارك الفظيعة وكانت مبدأ لنزاع بين هاتين القبيلتين استمر عشرات السنين، وقد قتل في هذه المعركة من اولاد بوسيف 56 رجلاً، منهم السيد على البدي والسيد عمر بن عثمان البدي والسيد ابوالقاسم الشرع (عنترة هذه المعركة)، وقتل من أنصارهم المشاشية 85 رجلاً وجرح منهم 50 وكان النصر فيها للزنتان.
وكانت الحكومة التركية تطارد سوف المحمودي فاختبأ عند الزنتان ولما تهيأ الزنتان للمعركة لم يمكنه التخلف فحضر المعركة وقطعت فيها اصبعان من يده اليمنى -السبابة والوسطى- وقد ذكرهما في شعره بقوله:
صباعي ليمنه لثنين راحو حنه باش نمسك المقرون يوم الغنه
وإن دلت كثرة الموتى من اولاد بوسيف على شيء فأنما تدل على تدافعهم على المعركة في غير مبالاة بالموت دفاعا عن انفسهم كما أن قلة الموتى من الزنتان إنما تدل على التحايل في الحرب والخدعة: وقديما قال الناس: الحرب خدعة، ويعلل بعضهم كثرة القتلى بالقول (كثرة القتله بين صفوف المشاشيه واولاد بوسيف ناتج على خيانة القوة التركيه والتي كانت ستكون الفصل بين المتعاركين ولكن نظرا لدفع الذي سمي بالشنطه مبلغ مجيدي عمله تركيه مقابل كل قتيل من المشاشيه واولاد ابوسيف فقامت القوات التركيه باطلاق النار بشكل مباغت وخياني مما سبب في كثرة القتلى وهكذا هي الخيانه تتكرر مع مرور الزمن).
وترتب على هذه المعركة معركة بئر تجميل التي حدتث بعدها بـ 8 أشهر ودارت المعركة بين نجعي السبيطات والرحومات من المشاشية ونجع البدود من أوﻻد أبي سيف من حهة والزنتان من جهة أخرى مدججين بعتاد وسلاح تركي وراح ضحية هذه الحرب 12 من السبيطات و 7 من الرحومات و 10 من البدود وترتب عنها معركة (خشم الكبش) بعدها بـ 8 أشهر وكانت بين قبائل المشاشية وأنصارهم من أوﻻد أحمد من أوﻻد أبي سيف من جهة والزنتان من جهة أخرى، وترتب على معركة خشم الكبش المعركة التي وقعت في جبل فزان، بمكان يعرف باليتيمة، بعدها بثمانية اشهر أيضاً، وقتل فيها بوساق في 16–7–1894م.
ووقوع هذه المعارك متواليه في تواريخ متساوية من غرائب الصدف ويلاحظ أن تجميل وخشم الكبش مكانان في بادية جنوب مزدة كما أن اليتيمة مكان بفزان؛ وقد فصل الشاعر الجعفري البشير بطرونة أحداث المعركة في شعره بالتفصيل وكذلك فعل الشاعر ضو أبوحتيرة الحطماني وشعريهما لازالا شاهدان على تلك المعارك.
عندما تخلي أولاد بوسيف عن المشاشية وقبيلة أولاد أحمد وشيخها أحمر لحية وتركوهم لمصيرهم، قال الشاعر الجعفري بشير بطرونة يلوم أولاد بوسيف لتخليهم عن إخوتهم إذا بطش بهم الأتراك وبمن معهم يقول:
منين الشقيق من الشقيق تبارا بيــش يا أسيادي تعاندوا هوارة
*
منيـــــن الشقيـــــــــق الدّانـــــــــي امخلّي اوخية للعدو حقّاني
الشنطة فزعله سوف والرجباني وجاته جرايد من هود الحاره
ولحــــم ظهر في نسبته برّانــــي مالاه يا عز العقيل اخساره*
خوتكــــــــــــــم هنتوهـــــــم لوطن شين افوطنكم دالوهـــم
ايهيّالكم لا كان سيبتوهــــــــــــم تبغوا اتهنّو اخّر لكم طيّاره
أيام الهنا بعد التريس انسوهم وحطّوا على باب الهنا سكّاره
*خوتكــــــــــم شقاكــــــــــــــم تلاهم البارد والثقيل احذاكم
ويا ناقصين العرف ما يغباكم راكم كما عرجون في جباره
وهللي فطر هاذوك يتغدّاكـــم ولا بعد دوسان الشقيق آماره
*
خـــــــــــوك صعيبـــــــه اتقول موش خويا ويعجبك تسييبه
وبالحق كان الصف عنده هيبه حتى لمجاور ما يسيّب جاره
وتوّه بدت معّـــــاد فيه ريبه اتهون خوك وتحيّد عليه ايساره
*
منين الشقيـــــــــق تعافـــــــــــــه امسيّب اخيّه للعدو خرّافه
وهكّه لعشـب لاكان دار طفافـــــه اتجيه لمّاشي قطّفت نّواره
عقاب الفريسة السعي موش يعافه وهكّه طليبك كان دست اخياره
المصادر
- طارق ابوسبيطة
- الشيخ الطاهر الزاوي احد مشائخ وحكماء مدينة الزاوية، كتاب معجم البلدان
بعد التحية هل يمكنكم ان تمدونا او تساعدوا في العثور على مصادر و وثائق تحتوي على ذكر لاولادبوسف