السيرة الذاتية العطرة للمغدور به الشهيد إيهاب الصادق المودي

PrintE-Mail

ولد يوم الأحد 17121995 بالعاصمة الليبية طرابلس، نشأ وترعرع وعاش إيهاب طفولته بين ألمانيا وبولندا، دخل روضة الأطفال بالعاصمة البولندية وارسو وكان محبوباً لدى الجميع، حيث أنه فاق الأطفال بسرعة تعلمه ونضجه ومهارته في اللعب والتحاور رغم صغر سنه. في سن الرابعة دخل المدرسة الليبية بوارسو كمستمع، ورغم ذلك فقد فاق جميع الطلبة في السنة الأولى ونجح الترتيب الأول، فأكمل دراسته ببولندا حتى الصف الخامس، خلال هذه الفترة كان متميزاً وناجحاً ومتحصلاً على الترتيب الأول كل سنة، في سنة 2004 انتقل الى مسقط رأسه الطويبية، ودرس بمدرسة الطويبية المركزية.

إيهاب الصادق المودي

وكذلك أثبت تميزه علماً وأدباً وأخلاقاً، وكان مشكوراً محبوباً من جميع من عرفوه بالمنطقة. درس المرحلة الثانوية بمدرسة المايه لعلوم الحياة حتى السنة الثالثة، وخلال الفترة السابقة من حياته أثبت تفوقه في دراسة علوم الأحياء والكيمياء والأدب وكذلك كان متميزاً في علوم الرياضيات والفيزياء ولكنه اختار دراسة الطب تيمناً بأخيه الأكبر وأبيه وكذلك لأنه أحب الطب والجراحة ومساعدة الناس. خلال دراسته بالمرحلة الإعدادية والثانوية تفوق في عديد من الرياضات وأهمها التنس والشطرنج واللتان كانتا محببنان إليه ويلعبهما بإستمرار وشارك بالعديد من المسابقات الوطنية. تخرج من المرحلة الثانوية بتقدير ممتاز مرتفع ممّا مكنه من دخول كلية الطب البشري بجامعة طرابلس سنة 2014.

بدأ مشواره الجامعي بقوة وتفوق رغم كل الصعوبات التي كانت تواجهه تلك الفترة من حيث الحروب بالمنطقة والتهجير بالأشهر والنزوح وحالات الحرابة والخطف والسرقة التي كانت تحدث يشكل يومي على طول الطريق أثناء ذهابه من منزله الى كلية الطب، ورغم ذلك كافح وتحصل على أعلى الدرجات وكان من المتفوقين والتراتيب الأوائل بالكلية لمدة عامين درسهما هناك. عرفه كل من بالمنطقة على أنه ذلك الشاب الذكي والمتواضع والمحبوب والمبتسم، لم يكن له عدو وكان صديق جميع من عرفوه، كان يهوى القراءة والمطالعة، التصوير، والتنس. من يعرف إيهاب رحمه الله سيعرف جيداً أنه لم ينطق بكلمة تسيء الى أحدهم أبداً طول حياته، بل كان يتقي الله في كل صغيرة وكبيرة، ولم يدخل في نزاع أو مشاجرة ولو حتى كلامية، فكما قلنا فقد كان محبوباً من الجميع.

إيهاب رحمه الله لم يحمل سلاحاً في حياته، بل كان سلاحه علمه وأدبه، وكان يقول دائما المقولة أن الأمم تبنى بالعلم لا بالسلاح، نعم! هذا هو سلاحه، علمه وأخلاقه.

أما بالنسبة لعائلته فوالده طبيب أطفال عمل بالعديد من المستشفيات والمصحات داخل الوطن، ووالدته مدرسة رياضيات، وجميع أخوته متحصلين على شهادات جامعية ولهم من الأخلاق والأدب والعلم ما يشهد به جميع من عرف أسرتهم. أخاه أمجد خريج جامعة طرابلس، مهندس اتصالات يدرس الماجستير بالولايات المتحدة، وأخاه أيمن خريج جامعة طرابلس، طبيب عيون تحصل على شأن بين ممتهني طب العيون بليبيا وعمل بكثير من المستشفيات والمصحات. لم يحمل أي من أفراد أسرته أو أبناء عمومته السلاح في وجه أحد ولم يدخلوا في أي نزاعات سياسية وقبلية، بل كانو عاملين متعلمين همهم الوطن والرقي به.

رحمك الله وغفر لك وأدخلك فسيح جناته رفقة الأنبياء والصالحين، وتقبلك من الشهداء في جنات النعيم بإذنه رب العرش العظيم

المزيد



ايهاب ازطاف
عن ايهاب ازطاف 693 مقالة
ايهاب ازطاف هو باحث ليبي من مدينة يفرن بجبل نفوسة، مهتم بدراسة اللغة الليبية ومفرداتها وقواعد نحوها ولسانياتها، وله شغف بالبحث في طوبونوميا ليبيا وايجاد علاقتها بالمجتمع وتاريخه واصوله، ويهذف لاعادة الاعتبار للهوية الليبية وحمايتها، وتقوية الانتماء للارض الليبية في نفوس سكانها.

قم بكتابة اول تعليق

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*