

بوجلود –بوإليماون– شيش باني – الفزاغة
من العادات الليبية القديمة التي كانت تمارس في العديد من المدن بشمال افريقيا وخصوصا في موسم عاشوراء فمع بداية طلوع شمس صباح يوم عاشوراء يتجمع الصغار والشباب والكبار بالساحات ويجمعون ألياف أشجار النخيل والقواقع البرية -البلبوش- وثمار الرمان الصغير -الللوش- أو البلح ومن ثم يقومون باختيار من يحسن الرقص ليبدأوا بلفه بالليف من رأسه حتى قدميه، مع وضع عمامة من الليف فوق رأسه. ويقومون بصناعة عقود من البلبوش والللوش أو البلح مع حبات التفاح الأخضر البلدي الصغيراو الازهار يعلقونها على صدره وعمامته، بالإضافة إلى قرن أو قطعة مرآة فيصبح كرجل من كوكب اخر. مع وضع عصاة في يده ليرقص بها ويقوم بحركات بهلوانية مضحكه على إقاعات الدربوكة والدنقه يصاحبها التصفيق الإيقاعي مع غناء أهزوجة الشيش باني التي ترددها المجموعة المشاركة أثناء سيرها عبر الأزقة والشوارع وداخل البيوت وتقوم الأسرالليبية كما تعودنا بطهي كميات من الفول والحمص، والبعض يقوم بطهي- طيمغطال- لتقديمها في وجبة العشاء، وإهداء البعض منها للجيران والأطفال، والتصدق بالباقي للفقراء والمساكين في الحي الذي يعيشون فيه، كما تمارس هذه العادة في أواخر الخريف لطلب الأمطار.
الانشودة التي تردد اثناء الكرنفال
شيش باني يا باني .. هذا حال الشيبانــــي
هـذا حــالـة وأحــواله .. ربي يطيّح مزاله
شيش باني يا باني .. هذا حال الشبانـــــي
هـذا حــالـة وأحــواله .. عزري واخذ هجاله
شيش باني يا باني .. غير أرقص خوذ عثيماني
شيش باني فوق حصان .. سقد يا مولى الدكان
شيش باني فوق جمل .. سقد يا مولى المحـــل
شيش باني بالفول .. أمه جابت بهلــــــــــــول
شيش باني بالقرعة .. أمه جابت ما ترعى
شيش باني باليبرة .. حلى حوشك يا تبره
شيش باني بو لحية .. حلى حوشك يا بيه
شيش باني بالللوشه .. حلى حوشك يا عروسه
شيش باني بالمشاي .. حلى حوشك يا حناي
* * *
نمله يا نمله .. يوشه * جاك الغرنوق .. يوشه
غرنوق صبيه .. يوشه * بألفين وميه .. يوشه
وعلى ركبيه .. يوشه * والضحك عليه .. يوشه
يلعب بالليمه .. يوشه * في جنان حليمه .. يوشه
يلعب بالكوره .. يوشه * في جنان عموره .. يوشه
يلعب بالقصدل .. يوشه * في جنان العسكر .. يوشه
يلعب بالصفره .. يوشه * في جنان الحفره .. يوشه
يلعب بالصره .. يوشه * في سواني طره .. يوشه
يلعب بالفوله .. يوشه * في جنان الغوله .. يوشه
* * *
درونكي يا درونكي .. فوق راسك زوز فرنكي
ادرجح يا عرجون الفل .. العاده والمقلاع نزل
العاده دايمه وادوم .. العاده ديرلها سلوم
هذا وقد يلجأ الأطفال إلى ترديد هذه الكلمات الهجائية إذا ماتعرضوا إلى صدهم من قبل أصحاب هذه البيوت بطريقة غير مقبولة.
“إللّي ماتعطيش الفول .. يولي راجلها مهبول”
او يقولوا
“اعطونا فول يا حوش اليابسين”
اما إن أقفلت في وجوههم الباب فيصيحون بها بصوت عال ترتج له الشارع:
“الرحى معلقه .. والمرا مطلقه”
إلا أنهم في أغلب الحالات كانوا يتحفظون على عدم التلفظ بها حرصاً على هذه العادة، وفيما تستمر هذه الرقصات والإيقاعات المصاحبة لأغاني الشيش باني يتخلل ذلك مشهداً مسرحياً يلجأ إليه الشيش باني لإنهاء هذه الرقصات باستلقائه على الأرض مردداً:
“أفيله أفيله .. ولا نموت الليله“
وعندها يهرع إليه أحد الصبيان ليقول له في أذنه بصوت مرتفع:
“صلي صلاتك .. والموت جاتك“
وعلى اثر ذلك تتجه ربة البيت إلى داخل إحدى الحجرات لتأتي مسرعة مهرولة اليهم وفي عينيها ابتسامة رضى في وجوه بريئة وفي يدها صحن به شيء من الفول أو الحمص المشبع بالماء بينما يرددون:
“امشت تجيب .. أعطيها الصحة“
أما إذا ما تأخرت بعضاً من الوقت فإنهم يرددون:
“امشت تجيب .. كلاها الذيب“
هذا وعند إحضارها الإناء الصغير يتقدم أحدهم بسرعة إلى هذا الإناء ليأخذ منه حبة من الفول يضعها في فم الشيش باني الذي سرعان ما يقف في حركة راقصة ماسكاً بعصاته وهو يردد:
“المقره المقره .. بف بف“
مقلداً بعصاته وضع البندقية عند تصويبها على الهدف. فيما يتجه الأطفال جميعاً على أثر ذلك نحو السفينة وهو الممر المؤدي إلى خارج الفناء وهم يرددون:
“العاده دايمة وادوم .. العاده دير لها سلوم“
وبعد مشوار طويل يعودون من حيث أتوا مرددين:
يا داني داني داني .. يا داني ولي بينا”
يا داني داني داني .. يا داني ليل علينا”
وما إن يقتربوا من الساحة التي انطلقوا منها حتى تتهلل وجوههم وهم فرحون مسرورون يرددون:
“مشينا وجينا سالمين .. بركة ربي العالمين”
وتارة يرددون:
“آهو وصلنا فوق حصنّة .. آهو جينا على رجلينا”
ثم يفك الليف من جسد الشيش باني ويوضع في حفرة يضرم بها النار لطهي ما جمعوه من الفول والحمص لتوزيعه بالتالي على الحاضرين ممن شاركوا في هذه الرحلة الطويلة الشيقة ويعتقد الناس ان من لم يشبع هذا اليوم لن يشبع ابدا طول العام.
الشيش بانيله جدور ضاربة في التاريخ لايعي احد بدايتها
………..
مفردات
عزري: لم يسبق له الزواج
هجالة: مطلقة أو أرملة
عثيماني: عملة تركية
قصدل: أبو فريوه
سواني طره: وهي المنطقة التي تقع بباب العزيزية الآن.
الفرنك: عملة نقدية
المقلاع: غطاء كبير يغطى به فناء المنزل عند الأفراح
الرحى: مطحنة للحبوب
المقره: طائر
حصنّه: خيل
ولم تعد نمارس هده الظاهره في سبها الا في منطقة ( النزيله ) بالجديد