

اطلق الليبيون على المسكن الذي يعيشون فيه كل حياتهم اسم (تادّارت/ taddart) وهو مشتق من الفعل (دّر/ ddr) وتعني عش/احيا ومنها (يدّر) بمعنى يعيش/ يحيى.. أيضا اشتقت منه كلمة (تامدّورت) وتعني الحياة.
بنى الليبيون المزارعون مساكنهم بالحجارة وخليط به الجبس (طينة الحكمة) حيث يتم بناء حائطين وبينهما فراغ يملئ بالتراب وهذه التقنية تعزل الحرارة والبرودة ويتم السقف بأخشاب النخيل ويوضع فوقها التراب تم توضع عليها طينة الحكمة.
وكان لهم مستودعات تدعى غاسرو وهي عبارة عن بنك جماعي لحفظ الطعام والشراب، ونمط السكن المستقر هذا سمح لهم بزراعة أشجار الزيتون والتمر والفواكه بالإضافة الى زراعة الحبوب كالشعير والذرة والقمح في المواسم.

اطلق العرب الرحل على المكان او الموضع الذي ينزلون فيه خيامهم عن إبلهم اسم (منزل) و (نُزل) بضم النون وتسمى مجموعة الخيام باسم النجع او النزلة، وهو مشتق من الفعل (نزل) وتعني هبط لموضع معين، و(المنزل والبيت) يطلق عند الاعراب على الخيمة فيقال بيت الشعر، بيت الوبر، وكلها مسميات لا تدل على الاستقرار، فالبيت مثلا مشتق من بات أي نام وتدل على قضاء الليل فقط وليس على الحياة والسكون في مكان ليل نهار…
واما كلمة مسكن فهي من السكون والاستقرار وتطلق على ما يبنونه بالطين ولكن طابع البداوة هو الغالب وقلما تجدهم مستقرين لذلك عرفوا في اللغة الليبية باسم (ئبياتن) نسبة لبيوت الشعر حيث يبيتوا في مكان لزمن معين تم يرحلوا عنه، واستمروا كذلك الى حين اكتشاف النفط وتأثرهم بنمط الحضارة الغربية، عندها بدء الاعراب بالتخلي عن حياة الترحال التي عاشوها الالاف السنين واستقروا في المساكن حيث ان الدولة الليبية اقامت مشاريع لتوطين البدو الرحل.

كان اهل ورشفانه يعيشوا في خيام مصنوعة من الشعر والوبر ذات عمود واحد في الوسط ومستطيلة الشكل ولونها اسود والبعض لونها عسلي داكن وفي الصيف يتم رفعها لأعلى ووضع حصائر لتسمح بمرور الهواء، وكانت الخيمة تحتاج الى جملين لنقلها وأخرى لنقل أكياس الحبوب التي يستغلونها كوسائد وقصعة الاكل الخشبية والقدر النحاسي والملابس والاغطية، ونتيجة حياة الترحال فهم لا يغرسون الأشجار المثمرة ولكنهم يمارسوا الزراعة الموسمية للحبوب، وكانوا يعرفون عند الحضر من اهل جنزور والمايا والطويبية باسم العرب والعروبية والكراديغ.
يشير ابن خلدون الى ان بربر زناتة وهوارة تأثروا بنمط حياة البدو العرب، والخيمة تعرف عندهم باسم (برقن/brgn)، (قيطون/geton)، واما اغلب الليبيون فقد كانوا يشيدون مساكن بالحجارة والجبس والاخشاب ويقيمون فيها كل حياتهم، وعندما يتزوج أبنائهم يعيشون في نفس المسكن حيث تشيد لهم غرفه (تازقّا).
قم بكتابة اول تعليق