نمط حياة البدو والحضر في ليبيا – بالصور

لماذا الامازيغ حضر مستقرين (مزارعين) والعرب بدو رحل (رعاة) ؟!

PrintE-Mail

اطلق الليبيون على المسكن الذي يعيشون فيه كل حياتهم اسم (تادّارت/ taddart) وهو مشتق من الفعل (دّر/ ddr) وتعني عش/احيا ومنها (يدّر) بمعنى يعيش/ يحيى.. أيضا اشتقت منه كلمة (تامدّورت) وتعني الحياة.

بنى الليبيون المزارعون مساكنهم بالحجارة وخليط به الجبس (طينة الحكمة) حيث يتم بناء حائطين وبينهما فراغ يملئ بالتراب وهذه التقنية تعزل الحرارة والبرودة ويتم السقف بأخشاب النخيل ويوضع فوقها التراب تم توضع عليها طينة الحكمة.

صورة مساكن زواره عام 1913 وهي تعكس طابع معماري مميز للمدينة

وكان لهم مستودعات تدعى غاسرو وهي عبارة عن بنك جماعي لحفظ الطعام والشراب، ونمط السكن المستقر هذا سمح لهم بزراعة أشجار الزيتون والتمر والفواكه بالإضافة الى زراعة الحبوب كالشعير والذرة والقمح في المواسم.

قصر كاباو
غاسرو كاباو

اطلق العرب الرحل على المكان او الموضع الذي ينزلون فيه خيامهم عن إبلهم اسم (منزل) و (نُزل) بضم النون وتسمى مجموعة الخيام باسم النجع او النزلة، وهو مشتق من الفعل (نزل) وتعني هبط لموضع معين، و(المنزل والبيت) يطلق عند الاعراب على الخيمة فيقال بيت الشعر، بيت الوبر، وكلها مسميات لا تدل على الاستقرار، فالبيت مثلا مشتق من بات أي نام وتدل على قضاء الليل فقط وليس على الحياة والسكون في مكان ليل نهار…

واما كلمة مسكن فهي من السكون والاستقرار وتطلق على ما يبنونه بالطين ولكن طابع البداوة هو الغالب وقلما تجدهم مستقرين لذلك عرفوا في اللغة الليبية باسم (ئبياتن) نسبة لبيوت الشعر حيث يبيتوا في مكان لزمن معين تم يرحلوا عنه، واستمروا كذلك الى حين اكتشاف النفط وتأثرهم بنمط الحضارة الغربية، عندها بدء الاعراب بالتخلي عن حياة الترحال التي عاشوها الالاف السنين واستقروا في المساكن حيث ان الدولة الليبية اقامت مشاريع لتوطين البدو الرحل.

النوايل
صورة لخيمة من خيام البدو في منطقة العسة

كان اهل ورشفانه يعيشوا في خيام مصنوعة من الشعر والوبر ذات عمود واحد في الوسط ومستطيلة الشكل ولونها اسود والبعض لونها عسلي داكن وفي الصيف يتم رفعها لأعلى ووضع حصائر لتسمح بمرور الهواء، وكانت الخيمة تحتاج الى جملين لنقلها وأخرى لنقل أكياس الحبوب التي يستغلونها كوسائد وقصعة الاكل الخشبية والقدر النحاسي والملابس والاغطية، ونتيجة حياة الترحال فهم لا يغرسون الأشجار المثمرة ولكنهم يمارسوا الزراعة الموسمية للحبوب، وكانوا يعرفون عند الحضر من اهل جنزور والمايا والطويبية باسم العرب والعروبية والكراديغ.

يشير ابن خلدون الى ان بربر زناتة وهوارة تأثروا بنمط حياة البدو العرب، والخيمة تعرف عندهم باسم (برقن/brgn)، (قيطون/geton)، واما اغلب الليبيون فقد كانوا يشيدون مساكن بالحجارة والجبس والاخشاب ويقيمون فيها كل حياتهم، وعندما يتزوج أبنائهم يعيشون في نفس المسكن حيث تشيد لهم غرفه (تازقّا).



ايهاب ازطاف
عن ايهاب ازطاف 693 مقالة
ايهاب ازطاف هو باحث ليبي من مدينة يفرن بجبل نفوسة، مهتم بدراسة اللغة الليبية ومفرداتها وقواعد نحوها ولسانياتها، وله شغف بالبحث في طوبونوميا ليبيا وايجاد علاقتها بالمجتمع وتاريخه واصوله، ويهذف لاعادة الاعتبار للهوية الليبية وحمايتها، وتقوية الانتماء للارض الليبية في نفوس سكانها.

قم بكتابة اول تعليق

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*