تجارة العبيد من جنوب الصحراء الى تونس مروراً بليبيا

PrintE-Mail

يقول المبشر المسيحي كرستيان فردناند إيفالد سنة 1835م صفحة 22 و23 انه التقى بجمع من تجار العبيد من أصيلي غدامس مدججين بالسلاح بالقرب من خليج البحر وعلى يمينهم سلسلة جبال في منطقة “حمام الانف” وهو مكان مقفر عديم الزراعة- ويضيف انهم يسوقون أمامهم حوالي 100 من الإماء، وكاد قلبي يتفتت لفظاعة هذا المنظر التعيس، مسكينه انتِ ايتها المخلوقات، متى تدق ساعة خلاصكن! متى تصلكن بشرى المسيح ونداءات نبينا الانساني: ( معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعاً أخوة!) العهد الجديد متا 8:23 – متى يكف الانسان عن معاملة الانسان ومعاملة اخوته معاملة الحيوان الذي لا يعقل! لا يكون ذلك الا ريثما تعم الارض قاطبة الاعتراف بالله في يسوع المسيح.

تجارة العبيد

كانت ؤلئك النسوة الشقيات قادمات من داخل البلاد، على سفر طيلة 6 أشهر وقد انتزعن من كنف اهلهن ووطنهن بقسوة ووحشية وكن لايزلن يحملن لباسهن الاصيل ويتقلدن أطواقا من الاحجار الزجاجية ولا يفهمن العربية. وكانت كل واحدة تحمل معها شيء ما من وطنها، فرأيت احداهن ترفع على رأسها ببغاءين، وعن قريب سوف تزدان اسواق تونس بهؤلاء البائسات، ففي كل يوم ماعدا الجمعة يساق العبيد ذكوراً وإناثاً من الساعة العاشرة صباحاً الى السوق حيث يتراوح سعر الزنجية بين 300 و 400 ريال، أي ما يعادل 200 غولدن ولا يفوت تمن الزنجي نصف هذا المبلغ.


العبودية في المغرب

مجموعة من الاماء والغلمان

مجموعة من العبيد في المغرب – يلاحظ ان الأمه في المذهب الشافعي والمالكي لا تغطي جسمها الا ما بين السرة والركبه، اي العورة المغلظة فقط

في ما يخص المغرب أكد بعض كبار السن عبر حديثهم عن فترة ما بعد الحماية الفرنسية أنّ ثمّة عبيد لدى من يسمون حينئذ “ئگرّامن” يعملون دون مقابل مادي ويسمون “ئسمخان“، بالإضافة إلى “ئخمّاسن” الذين كانو يعملون في الحقول (حرث، سقي، جني وكل الأعمال المرتبطة بالفلاحة) مقابل خُمُس المحصول، ونلاحض هنا أن ئگرّامن لا يؤدون أي مقابل للعامل وهم القائمون على الشؤون الدينية في البلاد ، أما التجار والفلاحين فهم يؤدون أجرة المستخدم رغم هزالتها، وهذا يذكّر بالفيودالية في القرون الوسطى في أوروپا.



ايهاب ازطاف
عن ايهاب ازطاف 693 مقالة
ايهاب ازطاف هو باحث ليبي من مدينة يفرن بجبل نفوسة، مهتم بدراسة اللغة الليبية ومفرداتها وقواعد نحوها ولسانياتها، وله شغف بالبحث في طوبونوميا ليبيا وايجاد علاقتها بالمجتمع وتاريخه واصوله، ويهذف لاعادة الاعتبار للهوية الليبية وحمايتها، وتقوية الانتماء للارض الليبية في نفوس سكانها.

3 تعليق

  1. ليش الصفحة هدي تحت تاريخ عربي!؟ هدا تاريخنا كلنا كليبيين والمفروض نخجلو منه كلنا! أول شي 1835 ليبيا كانت تحت الحكم العثماني مش العربي! والعمايل هدي عمايل الليبين عرب وغير عرب والا ماكان لهم مسمى بالامازيغية ايضا (ئكرامن) وغيرها. ياسر فيقو ياليبين وخليكم من هالتقسيمات العرقية

  2. عن تجارة العبيد القديمة توجد شهادة رجل الدين المسيحي “أغوسطينوس” (توفي 430 ميلادية) الذي كان هو نفسه أمازيغياً و أحد آباء الكنيسة حول العالم، حيث يخبر في أحد رسائله إلى “آليبيوس الطاغاسطي” عن مدى ضخامة و فظاعة ممارسات العبودية في شمال إفريقيا في ذلك الزمن قائلاً: (( إن هناك الكثير من هؤلاء في إفريقيا و المعروفين عامة بـ”الإستعباديين”، و الذين قاموا بتجفيف إفريقيا من البشر و إفراغ مساحات شاسعة من أراضيها من السكان و نقلوهم كالبضاعة للمناطق الأخرى عبر البحر، كل هؤلاء العبيد كانو أحراراً في الأصل.)) و قد أكدت المؤرخة الأمريكية “سينثيا نيلسن” أن أوغسطينوس كان يقصد شمال إفريقيا على وجه التحديد بهذه العبارات و ليس إفريقيا بالكامل.
    قبل الإسلام لم يكن يوجد بيت في شمال إفريقيا و ليس فيه عبيد، على الأقل عبد ذكر و جارية أنثى، و كانوا يعيشون مع باقي الأسرة داخل المنزل.
    و يذكر أيضاً أن الأمازيغ هم الذين كانو يقومون ببيع أبنائهم و بناتهم إلى الآخرين لتخفيف المصاريف الناتجة عن الضرائب الثقيلة، حيث كان الإبن أو البنت يباعون ليصبحو خدماً عند الآخرين حتى يبلغو منتصف العقد الثالث من أعمارهم.
    منقول من المنشور الأصلي بمصادره الأجنبية

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*