تزوير الانساب لاغراض دنيوية ونظرة الاسلام لهذا

PrintE-Mail

من خلال خبرتي المتواضعة في علم الاستقصاء والبحث في الأنساب تبين ان الكثير يتسلق على الأنساب لمصالح سياسية واقتصادية واجتماعية، ما كون عدد هائل من الانساب الباطلة خلال مئات السنين الماضية، وعليه اقوم بطباعة ما تحققت من نسب في كتاب خاص وهذا سيأخد وقت كبير…

لأنه كما يبدو أن النسب أصبح ثوب نرتديه متى ماشئنا ونزعنا متى ما رغبنا …
واللوم يقع بالدرجة على من يتلاعب بالحقائق لاجل اغراض دنيوية ومنافع ضيقه متجاهل تحذير الرسول الكريم حين قال:
ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار

قال تعالى : (ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله) وقال ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) يعني موضوع التلاعب بالانساب فيه مفاسد عظيمة.

ملاحظة: ككله وغريان لا نحتاج فتح كتاب تاريخ لمعرفة اصلهم يكفي ان يتفكروا في التسميات الليبية لعائلاتهم ومناطقهم ومعاصرهم وابارهم وجبالهم هل نحن سميناهم ام اجدادهم ليبيون وتنكروا لهم لماذا لبسهم واكلهم واسلوب عمارتهم ووشم جداتهم وحليهن وجرد اجدادهم لا يشبه السعوديين بل يشبهنا نحن الليبيون ؟!!.

الخميسة الاله (قوزيل) والقرين الاله (بدسيون) اليست هذا رموز الليبيين المقدسة القديمة ؟.

والكثير ممن لا استطيع حصرهم يكفي ان اشير الى ان نسبة العرب سنة 1931م هو 32% من سكان ليبيا
ونسبة الليبيون هي 52% والباقي يهود و زنوج واوروبيين وشركس وترك وهذا يمكنا أن نعرف اننا امام عدد هائل من مدعي الانساب.



ايهاب ازطاف
عن ايهاب ازطاف 693 مقالة
ايهاب ازطاف هو باحث ليبي من مدينة يفرن بجبل نفوسة، مهتم بدراسة اللغة الليبية ومفرداتها وقواعد نحوها ولسانياتها، وله شغف بالبحث في طوبونوميا ليبيا وايجاد علاقتها بالمجتمع وتاريخه واصوله، ويهذف لاعادة الاعتبار للهوية الليبية وحمايتها، وتقوية الانتماء للارض الليبية في نفوس سكانها.

1 تعليق واحد

  1. يقول مسعود:
    نوفمبر 28, 2014 الساعة 9:03 م

    قبيلة هراغة أو هرغة: التي يرجع في نسبه إليها الشيخ الإباضي المستجاب الدعاء (طاهر بن يوسف) من (آشفي) ومن أحفاده حاليا في آشفي عائلات (الأجم ـ عكاشة): اسمها البربري أزغن، وهي إحدى القبائل المصمودية التي كانت منتشرة بكثرة بجبل درن. ويقول عنهم بن خلدون: “وكان لهؤلاء المصامدة صدر الإسلام بهذه الجبال، عدد وقوة، وطاعة للدّين، ومخالفة لإخوانهم برغواطة في نحلة كفرهم… ولهم مع لمتونة ملوك المغرب حروب وفتن سائر أيامهم” من كتاب العبر ج6، ص264_265، ويراجع أيضا: بن منصور، عبدالوهاب. قبائل المغرب. الرباط: المطبعة الملكية، 1968، ج1، ص326.

    يقول باحث:
    نوفمبر 30, 2014 الساعة 7:40 م

    (أشف) في اللغة الأمازيغية تعني: (زيد غادي) أو (أبعد من جنبي أو من قربي)، ومنها اشتق اسم البلدة (آشفي) عندما لم يرحب أهالي جادو ببقاء الطاهر بن يوسف الهارب من بن باديس معهم خوفا من جبروت وطغيان بن باديس لو علم بهم، بينما رحب به أبناء وأهالي بلدة (طرميسا، وتارديا) ، وآثر على نفسه (الطاهر بن يوسف من هراغة أو هروغة أو هرغة) أن يزيد أو يبتعد قليلا عن طرميسا وتارديا مع زوجته ليعيش ويستقر هناك بعد أن زوده اهالي جبل نفوسة بمؤونة وبعض الزيت وعنز أو (معزة) التي ألحقت إلى اسمه من زيارة الناس له في أشفي ليعرف بعد ذلك باسم (الطاهر أبو معزة)، ومن أبنائه الأجم الذي سماه شوقا لقصر الأجم في ساحل المهدية التي هرب منها، والابن الآخر عكاشة.

    يقول أحمد:
    ديسمبر 2, 2014 الساعة 8:41 م

    للمزيد حول الشيخ الإباضي المستجاب الدّعاء عمي طاهر بن يوسف (أحد أولياء الله الصالحين) يمكن الرجوع إلى كتاب الشّماخي (السير: الجزء الثاني). وعموماً فإنّ اسم القر��ة (آشفي) مشتق من كلمة (آشف) التي تعني في اللغة الأمازيغية: (زيد غادي) أو (أبعد من جنبي أو ابتعد من قربي)، ومنها اشتق اسم البلدة (آشفي) عندما لم يجد عمي (طاهر بن يوسف) الهارب من المعز بن باديس ترحيبا من أهالي جادو ببقائه خوفا من بطش المعز بن باديس لو علم بهم، أو أنه اختار أن يبتعد باختياره حتى لا يُسبب المشاكل لأهل جادو، بينما رحب به أبناء وأهالي بلدة (طرميسا)، وآثر على نفسه (طاهر بن يوسف من هراغة) أن يزيد أو يبتعد قليلا عن طرميسا مع زوجته ليعيش ويستقر هناك بعد أن زوده اهالي الجبل من يفرن وتاغما وتارديا وجناون وجادو وكذلك طرميسا بمؤونة وبعض الزيت وعنز أو (معزة) ألحقت إلى اسمه ليعرف لدى عامة الناس بعد ذلك باسم (الطاهر أبو معزة)، وآثار ذلك ما زال موجودا إلى حد الآن.

    يقول امحمد:
    ديسمبر 3, 2014 الساعة 6:49 م

    من كتاب السير
    تأليف الإمام: أحمد بن سعيد بن عبد الواحد الشماخي
    تحقيق: أحمد بن سعود السيابي
    الجزء الثاني 1407هـ/1987م
    ومنهم عيسى بن محرز التارديتي وعنده قص (طاهر بن يوسف) حين انتقل من يفرن ومشي به في الجبل وجمع له مالا وصلة وتمام حديثه يأتي بعد. ص39.
    ومنهم الشيخ التقي طاهر بن يوسف وكان مستجاب الدعاء قال الشيخ مغر بم محمد البغطوري أن أصل عمى (طاهر بن يوسف) من ساحل المهدية وهو من هروغة، وكان في أيام المعز بن باديس وقطع عليهم الزيتون بشيء معلوم من الخراج يعطونه وقتا معلوما فلما حضر وقته في بعض السنين اجتمعوا ليعلموا ما يلزمهم فقرأ عليهم الكتاب ما يلزم كل واحد، فبلغ الشيخ اهر فقرأ أن عليهم سبعين قفيزا زيتأن وقال المعز للقارئ اقرأ بعد أن أطرق إلى الأرض فلما رفع بصره قال ناولني الكتاب فقرأ على طاهر بن يوسف سبعمائة قفيزا زيتأن قال الشيخ فدبرت فرأيت أن ما عندي من المال ما يخلص ذلك فأردت الانتقال فإذا افريقية مثل حوض الدم أي قل حلالها لاختلاط الأموال وكثرة الريبات فطار قلبه منها فأراد جلب نفوسة فدعا الله أن لا يدخل الجبل بشيء من أموال افريقية وأن يسكن منزل الطرف وأن يرزقه الجنة، فحمل ما معه من الحلي والناض فلما بلغ بحر جربة أرادت امرأته أن تغسل يديها فتلفت الخريطة التي فيها مالهم وطلع إلى يفرن وكانوا إذ ذاك غير وهبية إما خلفية أو حسنية أو مستاوة م فرق الإباضية فجمعوا له ثلاثمائة مد شعير ، فرأى في المنام أن واديا من زفت واديا من قطران تبعاه فتأوله بمال يفرن فجمعهم فقال لهم شيوخ نفوسة سشمعوا بخبري ولا يمكن لي القعود حتى أراهم فنزل من تاغما وطلع إلى تارديت وخلصه الله من ريباتهم، ونزل على الشيخ أبي موسى عيسى بن محرز فمر به إلى سوق جادو فبات ليلة الجمعة فلما أصبح وفرع من المجلس تكلم الشيخ عيسى فقال هذا شيخ من أشياخ أهل الدعوة خرج من بلده بما علمتم وبلغكم فاجعلوا له صلة فأعطى كل واحد ما سهل عليه فجمعوا ستة وخمسين دينارا فرفعها التارديتي ونزل به إلى جناو فجمعوا أربعين قفيزا زيتا ومر به إلى شروس وذلك في أيام أبي عمرو ميمون بن محمد فجمعوا له أربعين دينارا فسكن في أشفى ، وهو منزل الطرف ونطمع له إجابة الدعوة الثالثة، وهي الجنة وكان من أولياء الله الصالحين، وذكر بعض الأشياخ قال زرته مع أمي في رمضان مع صغر سني وصنعوا له طعاما لغذائه فأكلت معه لأنه صار في حد أرذل العمر وكان مستجاب الدعاء صاحب براهين، وتقدم أن أبا الربيع إذا استقبل رمضان أرسل إلى عمي طاهر بن يوسف وإلى العجائز أن يصوموا عنده وفيهن أم ماطوس وكانوا يقرؤون والشيخ طاهر قاعد تحت مطلع الآذان فتكلم من في القراءة قال الشيخ طاهر رأيت كهيئة الرجال البيض قاموا من المجلس حين تكلم. ومنهم أبو يونس بدين الفرسطائي كان من العلماء المشار إليهم بالأصابع أخذ العلم من أبي ذر صدوق عن أبي مرداس وأخذ عنه أبو حسان خيران بن ملال وهو ممن جازت عليةه نسبة الدين. ص40_41

    يقول باحث:
    ديسمبر 12, 2014 الساعة 9:26 م

    تمزيغت نسوس تشلحيت
    15 يناير، 2013 ·

    تعريف قبيلة أرغـن (قبيلة هرغة أو هراغة أو هروغة التي ينتسب لها الشيخ طاهر بن يوسف/ آشفي)
    * * *

    قبيلة أرغـــن
    ——————–
    قبيلة سوسية تقع بمنطقة سوس الشرقية، وتحدها شرقا إينداوزال، وشمالا قبيلة المنابهة وقبيلة أولاد يحيى، وغربا قبيلة إداوفينيس وقبيلة تيوت، وجنوبا قبيلة قبيلة إداوزدوت وقبيلة إداونيضيف وإداريا قبيلة أرغن تابعة لاقليم تارودانت – جهة سوس ماسة درعة.

    وتعتبر قبيلة أرغن الحالية من بقايا قبائل هرغة الكبرى التي تنحدر من شعب مصمودة الأمازيغي، ولها فروع أخرى في سوس تقلصت الى درجة القرى ومنها قريتان قرب أيت باها، وهما قرية أيت وارغن إيزدار الواقعة في مدخل قبيلة إداكواران قرب أيت باها وقرية أيت وارغن أوفلا المندرجة في قبيلة أيت مزال بدائرة أيت باها وتاريخ قبيلة أرغن له شرف ارتباطه بالزعيم الموحدي ومرشد الدولة الموحدية ومؤسسها، المهدي بن تومرت الأرغني السوسي، والذي ينتمي الى أهاليها أصلا وترابها منشأ.

    يقول عنها المؤرخ عبدالعزيز بن عبدالله
    الهرغيون : وهو انتماء إلى هرغة أو أرغن بالبربرية وهي موطن المهدي بن ترمرت، ويوجد فلول منهم الآن شرقي تارودانت والهرغيون أو الداوديون شرفاء ادارسة عرفوا قديما بالمزاكتيين السوسييين، وجدهم القاضي داود بن أحمد نزيل بني يازغة من حفدة المولى عمر بن المولى ادريس الأزهر وينسبون إلى هرغة المصمودية لنزول سلفهم بها ويوجدون الآن بفاس وزرهون علاوة على يازغة بمدشر أزرع، (كتاب الدرر البهية ج 9 ص 158).

    يقول باحث:
    ديسمبر 12, 2014 الساعة 9:38 م

    الأدارسة
    الأدارسة أول دولة إسلامية مستقلة بالمغرب 788-974م. كان مقرهم الأول مدينة وليلي 788-807م، ومن ثم فاس منذ 807م.

    مؤسس السلالة هو إدريس بن عبد الله الكامل (788-793م) بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد بن عبد الله، نجا بنفسه من المذبحة الرهيبة التي ارتكبها الجيش العباسي في موقعة فخ في مكة المكرمة، والتي أقامها العباسيون للعلويين سنة 786م وتوفى كثير من آل البيت فيها. فر إلى وليلي بالمغرب. تمت مباعيته قائدا وأميرا وإماما من طرف قبائل الأمازيغ في المنطقة. وسع حدود مملكته حتى بلغ تلمسان (789م). ثم بدأ في بناء فاس. قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتدبير اغتياله سنة 793م. لـإدريس الأول (مولاي إدريس في المغرب) مكانة كبيرة بين المغربيين. ويعتبر ضريحه بالقرب من وليلي بزرهون (أو مولاي إدريس زرهون اليوم) مزارا مشهورا.

    قام ابنه إدريس الثاني (793-828م) والذي تولى الإمامة منذ 804م، قام بجلب العديد من الحرفيين من الأندلس وتونس، فبنى فاس وجعلها عاصمة الدولة، كما دعم وطائد الدولة. قام ابنه محمد بن إدريس الثاني (828-836م) عام 836م بتقسيم المملكة بين إخوته الثمانية (أو أكثر). كانت لهذه الحركة تأثير سلبي على وحدة البلاد. بدأ بعدها مرحلة الحروب الداخلية بين الإخوة. منذ 932م وقع الأدارسة تحت سلطة الأمويين حكام الأندلس والذين قاموا لمرات عدة بشن حملات في المغرب لإبعاد الأدارسة عن السلطة.

    بعد معارك ومفاوضات شاقة تمكنت جيوش الأمويين من القبض على آخر الأدارسة (الحسن الحجام) والذي استطاع لبعض الوقت من أن يستولي على منطقة الريف وشمال المغرب، قبض عليه سنة 974 م، وثم اقتياده أسيرا إلى قرطبة. توفي هناك سنة 985 م.

    تفرعت عن الادارسة سلالات عديدة حكمت بلدان إسلامية عدة. أولها كان بنو حمود العلويون الذين حكمو في الجزيرة ومالقة (الأندلس). كما تولوا لبعض الوقت أمور الخلافة في قرطبة. فرع آخر من الأدارسة حكم جزءا من منطقة جازان في السعودية بين سنوات 1830-1943 م. الأمير عبد القادر الجزائري والذي حكم في الجزائر سنوات 1834-1847 م ينحدر من هذه الأسرة أيضا. آخر فروعهم كان السنوسيين حكام ليبيا والجبل الأخضر 1950-1969 م.

    يقول باحث:
    ديسمبر 12, 2014 الساعة 9:51 م

    أصول الجد الأول للشيخ طاهر بن يوسف من هرغة (ومن أحفاده حاليا عائلات الأجم وعكاشة في آشفي)، وهو:
    القاضي داود بن أحمد نزيل بني يازغة من حفدة المولى عمر بن المولى ادريس الأزهر وينسبون إلى هرغة المصمودية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    الشرفاء الهرغيون بسوس

    كان الشرفاء الهرغيون يعرفون قديماً بالداوديين كما عرفوا أيضاً بالمراكشيين التونسيين.
    وينسبون إلى جدهم:
    1.العالم القاضي سيدي داوود بن
    2.أحمد (دفين بني يازغة) بن
    3.علي بن
    4.أبي بكر بن
    5.عبدالله بن
    6.تميم بن
    7.سهل بن
    8.عثمان بن
    9.محمد بن
    10.بطل بن
    11.سليمان بن
    12.أحمد بن
    13.علي بن
    14.شجاع بن
    15.هود بن
    16.خالد بن
    17.تميم بن
    18.عدنان بن
    19.سفيان بن
    20.صفوان بن
    21.جابر بن
    22.يحيى بن
    23.بطل بن
    24.رباح بن
    26.المعتز بن
    27.العباس بن
    28.ياسين بن
    29.إدريس بن
    30.عمر بن
    31.المولى إدريس الأزهر بن
    32.المولى إدريس الأكبر بن
    33.عبدالله الكامل بن
    34.الحسن المثنى بن
    35.الحسن السبط بن
    36.علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

    وهرغة التي اشتهروا بها قبيلة من قبائل المصامدة من سوس الأقصى نزلها سلف هؤلاء الأشراف ولازال بها عقبهم إلى اليوم.
    وبأيديهم ظهائر الملوك العلويين منذ عهد المولى إسماعيل.
    ولهم أبناء عمومة ببني يازغة وبمدينة صفرو.
    ومن هذه السلالة الطيبة الولي الصالح سيدي محمد بفتح الحاء بن الفقيه صاحب الزاوية بعقبة شهيرة باسم هذا العالم قرب درب ابن يعدس من حومة العيون بمدينة فاس.

    المصدر:
    كتاب مصابيح البشرية في أبناء خير البرية
    للمؤلف/الشريف أحمد الشباني الإدريسي رحمه الله

    يقول باحث:
    ديسمبر 21, 2014 الساعة 9:33 م

    الإباضية في ليبيا
    تأليف: الشيخ علي يحيى معمر (الجزء الخامس)

    الرابط على الانترنت:

    http://www.tawalt.com/wp-content/books/ibadhya/Ibadhia_libya_5.pdf

    وادي الآخرة
    عميق، كثير الأشــجار، غزير المياه، تنبع من أماكن مختلفة واد منــه عدد من العيون والآبار، وهو ينحدر من الجنوب إلى الشــمال كمــا تتجه جميــع الأودية التي تشــق جبل نفوســة في أماكن كثيرة، وعلى جانبي هذا الوادي من الشــرق والغــرب تنتثر مجموعة مــن القرى والمدن كان لها الأثر القيم فــي التاريخ العلمي لهذه البــلاد، والأراضي المنبســطة من شــرق هذا الــوادي وغربه تكون غابات جميلة من الزيتون، كثيفة الأشجار، دائمة الخضرة، خصبة التربة، والقسم الواقع منه إلى الغرب كان يسمى أرض بني زمور، وهو ما يطلق عليه اليوم اســم الرجبان، وفي أرض بني زمور هذه تقــع عدد مــن المدن والقرى، كانت منشــأ فطاحل مــن العلماء، قدموا للأمة ما هي في حاجة إلى مثله اليوم.
    وفــي الجهة الغربية من هذه المنطقة تقع مدينة (آشفي) على منبسط فسيح فوق الجبل الشامخ، قريبا من حافته، وإلــى هذه المدينة لجــأ العلامة طاهر بن يوســف، وقصة هذا الشــيخ في الواقــع إحدى المآســي التي تنتج عن عهــود البغي والظلــم والعدوان، واســتحلال ولاة الأمور لما صانه الإســلام من أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم، نشأ طاهر بن يوسف في وطنه ساحل المهدية في أسـرة مؤمنــة أنعم اﷲ عليها بالكفاف من الــرزق، وكان يلي أمر البلاد التونســية حينئذ الطاغية المعــز بن باديــس، وزار المهدية، وجمع النــاس، وصــار يفرض عليهــم الضرائب الباهظــة دون رجوع إلى حكــم الإســلام، ولا تقدير لما يملك الناس من أمــوال، فكان يدعو الرجــل فيفــرض عليه مبلغا مــن المال فإذا بادر الرجل إلى شــكر الســلطان سكت عنه وأخذ منه ما فرض عليه، وإذا لم يبادر إلى شــكره ضاعف عليه وهكذا، ودعا أعوان السلطان الشيخ فيمن دعوا من الناس فقرأ الكاتب ما يلي:
    على (طاهر بن يوســف) ســبعون قفيــزا من الزيت، فسكت الشــيخ، وأمر الســلطان الكاتب أن يعيد القراءة، فبقى الشيخ ساكتا، فغضب المعز بن باديس وأخذ الكشف من الكاتب وقرأ على طاهر بن يوسف سبعمائة قفيزا من الزيت، ولكن الشيخ بقي مطرقا ساكتا لا ينبس بكلمة، فكاد السلطان ينفجر من الغضب، وقام يفكر في وسيلة للانتقام تذل هذا الرجل الصموت الوقور.
    أما الشيخ فقد حسب جميع ثروته الصغيرة فوجدها لا تفي بهذا المبلغ، وكان قد ســئم من هذا الجــور الذي لا يقف عند حد، فجمع ما خف لديه من مال وركب البحر هو وزوجه المخلصة، وكان ذلــك المال القليل مع مــا عندها من الحلى قــد جعلتها في صرة واحتفظت بها، ولمــا كان المركــب ببعــض الطريــق أرادت أن تغســل يديهــا فسقطت الصرة في البحر واستراح ابن يوسف من المال، وهكذا هاجرت هذه (الأســرة الكريمة) من (ساحل المهدية) إلى طرابلس، ثم إلى جبل نفوسة، وليس لديها من حطام الدنيا إلا ثياب مهلهلة على ظهور أفرادها، وقصد الشــيخ جبل نفوســة معقل الأحرار حينئــذ، ونــزل أول ما نزل فــي تاغمة إحدى ضواحــي يفرن المدينــة البيضاء كما كانت تســمى في التاريخ القديم وتســابق، الناس إليه يجمعون له الأموال ويقدمونه له المســاعدات، ولكن الشــيخ طلب إلى الناس أن يمســكوا أموالهــم، ويحتفظوا بها لأنفســهم حتى يزور بقية الجبل، ويرى بقيــة إخوانه من العلماء الأعلام،ثم يختار لنفسه بلدا يسكنه.
    وهكذا بــدأ رحلته في الجبل، واجتمع بأقطــاب العلم والدين، يأخــذ منهم ويأخذون منه، وأخيرا اختار مدينة آشــفى، فاتخذها وطنــا، وقرر الإقامة بها، وحينما اســتقر بأشــفى ذهب العلامة عيســى بن محــرز، وكان في تاردية إلى مســجد أمســراتن الذي يشــبه أن يكون دار نــدوة يحضرهــا كل علماء نفوســة فصلى صلاة الصبح، ثم أخبر الناس باســتقرار الشيخ طاهر بن يوسف في آشــفي، وجمع الناس له في ذلك المقام ستة وخمسين دينارا، وبعث إليه علماء جناون أربعين قفيزا من الزيت، وبعث إليه إخوانه في شــروس أربعين دينارا؛ وبهذه الثروة المتواضعة اســتطاع ذلك العلامــة الكبير أن يعيش في آشــفي عيشــة المؤمنين وهو آمن على حريته. ص ص 428_431

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*