

(سيدي ماكاري– قوبي – الملعب)
لعبت مدينة طرابلس دورا تاريخيا محوريا مهم في تجارة الرقيق الزنجي خلال فترة القره مانلي والتي حكمت / طرابلس ليبيا خلال الفترة 1711–1835 في تجارة غير انسانية وهي تجارة الرقيق القادمة عبر الواحات الصحراوية كما لعبت مدينة طرابلس دورا مهما في تصدير الرقيق الي مدينة اسطنبول والي بقية مدن البحر المتوسط كما تم استغلال الرقيق في فلاحة الارض الزراعية المحيطة بمدينة طرابلس كما تم تسويق الرقيق الي المدن الجبلية لقد لعب المجتمع الدولي دور مهم في اتخاذ اجراءات صارمة من قبل الدول الاوربية لمنع بلاط طرابلس من تجارة الرقيق وفرض حصار بحري تجاري علي الاسرة القره مالية لمنع هذه التجارة هذا وبمنع تجارة الرقيق قد عجل بسقوط الاسرة القره مالية حيث كانت اهم موارد دخل الاسرة القره مالية تجارة الرقيق وتمتل هذه الصورة للاستاذ الفنان المعماري / عبدالمطلب حسونه فحيمه وهو معماري ليبي يقيم بأمريكيا منذ اكثر من ثلات عقود الموكب الزنجي الطرابلسي للوالي الصالح (سيدي مكاري) ومقره زاوية الدهماني وهي مقر لضريح زنجي كانت هذه العادة الموكب (الملعب) تقام خلال منتصف شهر شعبان الهجري احتفالا بقرب حلول شهر رمضان وينطلق الموكب من زاوية الذهماني مارا باهم شوارع وميادين مدينة طرابلس خصوصا بمنازل الاسرة القره مالية ولوقت قريب كان يشارك في الرقص البي علي احسونة باشا القره ماللي عند مرورهم بمنزل الباشا احسونة القره مالي وذلك للعلاقة التاريخية بين الاسرة القره مالية والتي تجري في دماء البعض منهم العرق الزنجي
وينتهي موكب سيدي ماكاري في حوش القنوني وهو حوش الخدم للاسرة القره مالية في زنقة قوس المفتي ان الايقاع الموسيقي لسيدي ماكاري يعود الي الايقاع الافريقي .

اعداد/ مختار سالم دريره 25-2-2014
اضافة للموضوع
كانت قافلة سيدي مكاري تمر من منطقة الظهرة شارع مقطع الحجر وتحت الساعة الى مقبرة سيدي بوكر في موكب بهيج مع الايقاع الافريقي والنوبة والشنشانات او الشكشاكات والقوديات ويغنون “سيدى مكارى صلوا عليه” ويبخر الناس في قوس المفتي كانوا في زيارة سيدي مكاري يفرقوا آكلة تدعى “ التكرة” وهي عجين من القصب وفي الليل بازين بالملوخية ولحم الجدي .
ثم هناك زيارة اخرى في الليل لأولياء الظهرة وبعض وجهائها مع طاجين به حنة معجونة وشمع هذا كله بعد ذبح نعجة على عزف الدنقة وابتهالات القودية، وكان الكبار يمنعون الأطفال من الخروج وخاصة الأمهات، ويدعون بأنهم يخطفون الأطفال، لأنهم يسيرون خلف الموكب مسافات طويلة ويمرون بشوارع وزوايا كتيرة مما يسبب إرباكهم وضياع خط مسارهم و كانت مواكب وطبول ومزامير سيدي مكاري تمر في زاوية سيدي المصري بطرابلس وكان ذلك خلال فترة الستينيات وحتى بداية السبعينيات من القرن الماضي ويحضر هذه المهرجانات جمهور كبير من الرجال والنساء وهم يتراقصون على انغام الطبول والمزامير.
يعتقد أن اصول سيدي مكاري تعود لـنيجيريا فقد قال لي عدة مشايخ نيجيريين عنه ولاحظت أن صوفيين من نيجيريا يقومون بزيارة ضريحه في زاوية الدهماني كان في طرابلس ثلاثة قوديات والقودية هي صاحبة الامر والنهي في هذه الطريقة ان صح التعبير قودية المدينة ومحلها في قوس المفتي وقودية الظهرة ومحلها في زنقة ميزران المتفرعة من زنقة باكير والقوديا الثالثة هي قودية باب عكارة اوبرطة عكارة كما كان يطلق عليها سابقا، ولقد عايشت تلك الطقوس منذ بداية مراسمها الى انتهائها، حيث كانت هناك زيارتان للقوديا واتباعها الاولى لسيدي مكاري وتوقيتها في موسم شهر رجب، والزيارة الكبرى في شهر شعبان وبالتحديد في يوم الموسم وهو النصف من شعبان ، حيث تلتقي السناسق الثلاث في صحن سيدي المصري ويمتد الملعب الى مغيب شمس ذلك اليوم برجوع المحتفلين الى اماكنهم صحبة الدنقة والزكرة والشكشاكات والكركفي مع بعض الاهازيج بلغة افريقية مختلطة بالعربية.
يحكى ان الطفل المكاري جاء إلى أمه وطلب منها إعداد قصعة كسكسي لأربعة اشخاص سألته ولمن ؟ قال لسيدي فقالت يا مجنون سيدنا في الحج لكنه أصر فأعدت القصعة وأخذها وبعد زمن رجع بها فارغة ولما عاد سيده من الحاج جمع أسرته وقال إن الطفل المكاري قد جاءه في مكة و أحضر له قصعة كسكسي، وتستمر القصة لتنتهي بأنه ما أن انتهى السيد من رواية القصة حتى سقط الطفل المكاري وفارق الحياة … نعم كان سيدي المكاري يجوب طرابلس ويمر من شارع ميزران وشارع الزاوية حتى يصل إلى البوسكو مكان ريكسوس حاليا ليكمل رجاله الرقص والجذب.
وفي رواية اخرى يحكى ايضاً أن سيدي مكاري كان منذ مأتي عاما أويزيد فلاحا بسانية عائلة بن عاشور التي كان بها ضريحه وكان يسقي السانية بواسطة بقرة تجبد المياه الجوفية من البئر وكان على سيدي مكاري أن يقود البقرة جيئة ودهابا الى أن تمتلىء الجابية ، وفي ذات يوم مر عليه رجل فوجده نائما تحت شجرة والبقرة تروح وتجيء لوحدها وكأنها تقاد بشخص . فأيقظه من نومه وسأله عن السر . فأجابه بأنه من أولياء الله وترجاه ألا يخبر أحدا بالموضوع الى حين مماته، وكان له ما طلب. ثم أقامت له عائلة بن عاشور روضة كبيرة خاصة به، وأصبح زواره من ذوي البشررة السوداء ويتبركون به ثم تطورت إلى دبح جدي ورقص واحتفال في شهر شعبان.
كان في شهر رمضان فرقه منهم مسحراتي وكلماتهم ليست عربية مثل اكيكوزي بايا فندم هدا يدل علي انهم زنوج افريقيا
أكيكوزي بايا فنذام نمسيكم بالخير ياعرب الدار
هذا مسحراتي في طرابلس باللغة تركية مخلوطة باللغة العربية