

معجم البلدان الليبية الطاهر الزاوي ص172–172–173
(* زنزور بلد غربي مدينة طرابلس بنحو 12 ك.م وهي بزاي مفتوحة ونون ساكنة، بعدها زاي مضمومة وواو وراء قال صاحب الرحلة الناصرية: وعلى باب البلد قبر رجل من الصالحين يعرف بالعريفي.
وكلمة (زنزور) كلمة بربرية أطلقها العرب على ما يطلق عليه في زمن البربر وأدركنا كثيراً من أهل العلم يقولون (جنزور) بقلب الزاي الأولى جيماً.
وأنا أختار بقاء الكلمة على ما هي عليه، لأنها خفيفة في النطق، ولا داعي إلى تغيير حروفها اشتهرت في القديم بكثرة الزيتون وجودته.وفي سنة 895م وما بعدها كانت ملكاً لسكان طرابلس، فلما أشتدّت فتنة يحيى بن غانية الميروقي من سنة 1184 إلى سنة 1234م انقطع اتصال أهل مدينة طرابلس بها، وأصبحوا لا ينتفعون بغلاتها، فبتاعوها من البربر، فاشترتها قبيلة مجريس.
ومجريس فخذ من قبيلة هوارة البربرية، سموا باسم أمّهم (مجريس) واسم أبيهم (ورنيفن)، وكانت له زوجة أخرى تسمى (تاسا) وينسب إليها التاسيون، فالمجريسيون والتاسيون إخوة لأب واحد ومازال المجريسيون والتاسيون موجودين بزنزور.وكانت لمجريس قوة وصولة بزنزور، لم يكن أحد من العرب ولا من غيرهم يدخلها أو يأخذ شيئاً منها يغير إذنهم وكانوا يذيقون العرب ألوان الإهانة ولم تزل العرب حاقدة عليهم، الى أن ضعف أمرهم وتمكن (مرغم بن صابر) من الدولة، وقوى نفوذة فطلب من الملك (1) أن يعطيه زنزور بظهير (حُجّة) فأعطاها له سنة 1277م.
قال التجاني في رحلته سنة 1308م: أخبرني صاحبنا الفقيه أبو العباس أحمد بن عبدالسلام الأموي التاجوري (2)، قال: لما وصل مرغم بن صابر إلى طرابلس أراني الظهير، وسألني هل هو صحيح ؟ فقلت: إنه صحيح، وهو بالعلامة الجارية، قال: فحينئد أيقن بتملكها ثم أخذ مرغم بن صابر في إضعاف البربر والقسوه عليهم حتى كاد يفنيهم).
——————————————————–
1– هكذا ذكره التجاني بلفظ ملك، وهو تعبير غير مفهوم ولعله يريد حاكم طرابلس وحاكم طرابلس إذ ذاك هو محمد بن عيسى الهنتاتي لأنه تولى الحكم فيها سنة 1248م وهو وال عليها.
2– ولد في مارس سنة 1238م وتوفي سنة 1308م انظر كتابنا (أعلام ليبيا).
اطلع على صورة الصفحة من الكتاب : اضغط هنا
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
قم بكتابة اول تعليق