تاريخ واصول مدينة سرت

اصل التسمية

كلمة سرت/ sert تعني الارض الجذباء في اللغة الليبية، اخد الرومان الكلمة sert واضيف لها المقطع de الذي يقابل (في) ونجد هذا المقطع كثير الدمج مع الكلمات في اللغة الليبية ليعطى معنى آخر قريب مثل de + nng = (دينّق/denng)، وانتقلت الكلمة للانجليزية desert واصبحت تطلق على الصحراء، إن الصحراء الكبرى لا تتصل بالبحر في ليبيا الا في منطقة سرت.

ويرى سعيد يونس شنيب ان ( تيسرت اومنيش ) – راء مفخمة – تعني خليج القط وتوجد مواقع كثيرة يطلق عليها الخليج (تيسرت) مثل ( سرت ) ومدينة مسرات ( (مصراتة) سكان الخليج .يثاء أي الأرض اللينة السهلة.

———————————-

مدخل

سرت منطقة تحتوي علي عدة مدن اثرية مثل مدينة مغمداس التي ذكرها الرومان باسم (ماكومادس) لان حرف (غ) لا ينطق في اللغة اللاتينية، وسميت (آفرنتا) والمكان الموجود شرق سرت والذي يسمى السلطان 70 كلم وكان لها أسم (فيكوس أوغستي) وايضا مدينة سلطان في العصر الاسلامي وايضا مدينة يهودية التي سكنها اليهود بالاضافة لقصور سرت البربرية الثلاثة وتسمى ايضاً قرارة الاقواس وهي ركام الآن  يقول الطاهرالزاوي “وحدتث في سرت حروب طاحنة في سنة 1072/1073م بين أسرة الجبالي التي كانت صاحبة النفوذ في المنطقة التي تمتد من ساحل الاحامد الى الجبل الاخضر في برقة وبين قبيلة واولاد سيف النصر واعتقد أنها هي سبب خراب قصور سرت التي وصفها العياشي لان هذه الحروب كانت ايام مرورة بها في رحلتة.”.

اسريغين / سريغين : منطقه في سرت غربي مقطع الكبريت وبه سبخه يقال لها سبخه سريغين، واسم اسريغين اطلقه الليبيون وغيرهم منذ القدم علي العرب بمعني ( عبيد ساره او كلاب ساره )لمعرفة المزيد اضغط هنا . – قول الشاعر عندما قتل الحسون احد اقاربه: سيدك وين يا بنت اللبون * اللي عليه النواجع حايرات – في سريغين دالوه الحسون * فكاكات تارة غايبات.

★ سرت ومعركة تاورغـــا (علماء الاسلام الاولين )

حاكم سرت كان من الليبيين الاصليين اسمه عمرو بن يمّكتن وقبل ان يصبح حاكماً لاقليم سرت كان حسب اليوميات الاباضية اول من درس القرآن بجبل نفوسة وقد حفظه على الطرق الساحلية الرابطة بين المغرب والمشرق حول مغمداس وقد اصبح حاكم عليها بعد ان عينه أبو الخطاب وقد استشهد مع هذا الاخير في معركة طاحنة ( تاورغــــا ) بقرب قدّاس عام 761م…ضد جيوش الخلافة العبَّاسيَّة بقيادة محمد بن الاشعت.

ومن نتائج معركة تاورغا نهاية إمامة الإباضيَّة التي قامت عام 757م إلى عام 761م تاريخ هذه المعركة، وهروب الإمام عبد الرحمن بن رستم إلى منطقة “سوف أجج” لإقامة الإمامة الرستمية عام 777م.

ماذا قال إبن حوقل المتوفي حوالي 977م عن سرت في كتابه صورة الأرض ج1 ص14؟

لغة أهل سرت

«وأهل سرت وأهل قسطيليه وغيرهم من البربر فإنّ لهم ألسنة خاصّيّة ولسان البربر يجمعهم ويفهم بعضهم عن بعض به»

ويضيف في ج1 ص67

«وسرت مدينة ذات سور صالح كالمنيع من طين وطابية وبها قبائل من البربر، ولهم مزارع فى نفس البرّ تُقصد نواحيها إذا مُطرت وتنتجع مراعيها، ولها من وجوه الأموال والغلّات والصدقات فى سائمة الإبل والغنم ما يزيد على حال اجدابيه ومالها فى وقتنا هذا، وبها نخيل تُجتنى أرطابها وليس بها من القسب والتمر ما تُذكر حاله لأنّ نخيلهم بقدر كفايتهم ولهم أعناب وفواكه وأسعارهم صالحة على مرّ الأوقات.

والمتّلى صدقاتهم وجباياتهم وخراجاتهم وما يجب على القوافل المجتازة بهم صاحب صلاتهم، واليه جميع مجارى أمر البلد والنظر فيه وفيما ورد اليه وصدر فى استيفاء ضرائبه ولوازمه، واعتبار السجلّات والمناشير بمواجب ما على الأمتعة وتصفّحها خوف الحيلة الواقعة دون الأداء عنه بافريقية، ودخلها أوفر من دخل اجدابيه لما ذكرت، وهى عن غلوة سهم عن البحر فى مستواة من رمل، وترد المراكب أيضا عليها بالمتاع وتصدر عنها بشىء منه كالشبّ السُرتىّ، فإنّه بها غزير كثير وبالصوف أيضا ولحوم المعز أغذى فيها من الضأن وأنفع وتقوم لحوم الضأن فيها مقام لحم المعز بغيرها لأنّها غير ملائمة لأهلها وللسافرة المجتازين من أجل مراعيها وشرب أهلها من ماء المطر المختزن فى المواجل، وعدد البربر بها أوفر وأغزر وأكثر منه بما جاورها وللبربر حاضرة بنفس قصبة سرت وبينهم خلاف على مرّ الأوقات وحروب ربّما ثارت فى بعض الأحايين قريبة ولا تدوم  وعاملهم قائم بنفسه من تحت يد سلطانهم الأعظم»

---

اضغط هنا لتحميل صورة من الكتاب

…………………………….

نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار ج1 ص130 لـ محمود مقديش توفى سنة 1813 م  

«وبين مدينة سرت والبحر ميلان، وعليها سور تراب، وما استدار بها رمل، وبها بقايا نخيل، ومياهها من المطر في المواجل وآبارها قليلة وعليها قبائل من البربر».

المصادر

• ابن خلدون القرن الـ13 كتاب ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر
• الكتاب: صورة الأرض او المسالك والممالك للـمؤلف: محمد بن حوقل البغدادي الموصلي، أبو القاسم (المتوفى: بعد 977م) والذي نشرته: دار صادر، أفست ليدن، بيروت عام: 1938 م وعدد اجزائه: 2