

ولد سعيد سيفاو المحروق سنة 1946 في مدينة جادو بجبل إنفوسن في ليبيا. توفيت أمه وهو لم يتجاوز السابعة من عمره ، ودفنت هي وأخوه في مكان غير معروف في طرابلس ، حيث لا يعرف لهما مثوى..
غادر مع باقي عائلته مسقط رأسه ليتجهوا للعاصمة طرابلس، وهنالك أجرى دراسته الإبتدائية والثانوية. بعد ذلك توجه إلى مصر لدراسة الطب ، لكن كونه منخرطا في الحياة السياسية ونشره للمقالات بكيفية دورية ، أدى إلى إيقاف استفادته من المنحة ، ما جعله يعود إلى طرابلس ويبدأ دراسته في شعبة القانون سنة 1967…
في 1979 تعرض سعيد سيفاو المحروق لحادث مريب ومدبر وتحديدا في طريق قرجى أمام صيدلية قرجى بالعاصمة طرابلس ، حيث صدمته ودهسته سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس للطريق لتتجه إليه مباشرة عند ترجله من السيارة قاصدا الصيدلية لشراء الدواء لابنه المريض.
يفقد سعيد المحروق وعيه لأيام ولا يستعيده إلا وهو في إحدى مصحات إيطاليا الاستشفائية وبعد شهر كامل من الفاجعة.. حيث يفيق على حقيقة أنه أصبح ربع أدمي . كسر في العمود الفقري نتج عنه شلل نصفي مع عدم التمكن من السيطرة على البول – وكسر في الرأس ، وتهشم في ذراع اليد اليسرى – ثم تجيره بمعدن يصل بين الذراع والكتف . وتهشم آخر في الفخذ اليسرى وكذلك المضاعفات والآلام المبرحة التي ظل يعاني منها على مدى 14 عشر عاما تقريبا … ليحصد لطف نظام لطالما جثم على الأنفاس فكتمها وكيف لا وهو ابن السيفاو أمازيغي النشي والمنشأ.
أسلم الروح وتوفي في إحدى مصحات مدينة صفاقس التونسية في يوم 27 يوليو 1994 ، والتي توجه إليها بعد أن لاقى من الإهمال المتعمد في مصحات طرابلس مالقى فالحادث مدبر والاهمال مدبر…
ترد سعيد السيفاو المحروق الشاعر والأديب والكاتب والمناظل من الكتب والمقالات والاشعار مايملأ مكتبات ورفوف من الماضي الأليم لتبقى كتبه ومؤلفاته نبراسا يضئ طريق التائهين في زمن كثرت فيه وحوش التحريف والتشويه والتبديل… ومنها:
– سقوط ال التعريف، دار القدس، بيروت، نيسان 1979.
– عن الاستلاب اللغوي
– استيراد ما لا يستورد
– مفاهيم غير مفهومة
– ثورة الأغليد ماسينيسا
– الأساطير الطائفية
– اللحظة الحجرية
– الشعر بين الحديث والقديم
– الإيقاعات
– هشيم الأصوات الليلية
– بحثا عن الصوت المنفرد
– الخلخلة……. وغيرها كثير..
– أشعار كاتمة الصوت
لتبقى ذكرى رحيله استذكارا على أعمال قل نظيرها اليوم من أقرانيه .. وهنا نقول لكل المغيبين والراحيلين (إنا لله وإنا إليه راجعون ).. رحمكم الله جميعا وتقبلكم قبولا حسن.
قم بكتابة اول تعليق