

شتاء غريان سنة 1981م …
أخذت هذه الصور في مثل هذا اليوم بحومة الحمانات السقائف غريان ، بدأ الثلج يتساقط في ذاك العام عند الساعة الخامسة والنصف مساءً يوم الخميس الموافق 8 / 1 / 1981م، أي قبل أكثر من 35 عاماً من الأن، وقد ارتفع الثلج لاكثر من متر على سفوح وقمم جبال غريان ، وقد هطلت المطر قبله باربعة أيام وما أن شربت الأرض ماءها وبدا سطح التربة يجف شيئا فشيئا حتى تراكمت السحب من جديد وانخفضت درجة الحرارة الى درجتين فقط عشية الثامن من يناير وما هي إلا دقائق حتى بدأ الثلج يتساقط وزاد انخفاض درجة الحرارة إلى الصفر ، واصبح الثلج يهطل بغزارة ، وما هي إلا ساعات حتى ارتفع إلى أكثر من نصف متر ، تفاجأ الناس بهذا التساقط المفاجيء للثلج ، وأصبح همهم الوحيد جمع بعض الحطب الذي كان متوفرا عند أكثر أهالي غريان وإدخاله للمنازل وتجهيز الكيروسين للمدافيء ، أذكر في تلك الليلة أن الكثير من الناس صعدوا فوق الأسطح بالمجارف لازالة الثلج الذي بدأ يتراكم وبسرعة ، خوفا من ازدياد الوزن على الاسقف الذي ربما أدى إلى انهيارها، وخصوصا المساكن القديمة نسبيا أو ما يعرف عندنا بــ ( حياش الطليان ) التي بنيت في العشرينيات من القرن الماضي .
أدى تساقط الثلج في ذاك العام إلى إلحاق الكثير من الأضرار تمثلت في نفوق أعداد كبيرة من الأغنام وخصوصا الماعز ، انجراف بعض الطرق ، حوادث في الطرق السريعة ، إنزلاقات بسيطة في قشرة الأرض أدى إلى هبوط محدود في بعض المناطق ، انهيارات محدودة في بعض الأبنية وبعض الأسوار المبنية بطريقة غير مدعّمة ، وأدى انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر إلى تشقق بعض محركات السيارات نتيجة تجمد المياه داخل هذه المحركات وبدا ذلك واضحا في السيارات الشاحنة التي يتسع تجويف المحرك فيها لكميات أكبر من ماء تبريد المحرك ونتيجة لعدم الاهتمام والاهمال في استعمال الماء المانع للتجمد ، مع جهل البعض لازدياد حجم الماء عند التجمد …
أرشيف الأستاذ / رضا صميدة
قم بكتابة اول تعليق