طقوس الاستمطار (تاسليت نـ انزار) تاغنجا

PrintE-Mail

قصة من التراث الامازيغي

كان في زمان لما كانت الاشياء تتكلم انزار كان آلة المطر يظهر للناس في شكل قوس قزح غداً اذا بقت قلوبنا صافية سوف تروه في السماء، في يوم من الأيام أنزار شاهد على ضفة النهر فتاة تستحم عارية في ماء النهر، فشغف قلب انزار بحب هذه الفتاة الرائعة الجمال تتألق حسنا على الأرض كالقمر، في السماء وثوبها من الحرير المتلألئ، وكان وجهها ساطعاً ومن عادة هذه الفتاة أن تستحم في نهر، فضي البريق.

وكان آلة المطر كلما هبط إلى الأرض، يدنو منها فتخاف، ثم تعود إلى السماء، لكنه ذات يوم قال لها׃

ها أنا أشق عنان السماء – من أجلك يا نجمة بين النجوم
فامنحيني من الكنز الذي وهبته – وإلا حرمتك من المـاء

فردت عليه الفتاة ׃

أتوسل إليك يا ملك المياه – يا مرصع جبهته بالمــرجان
إنـــي نذرت نفسي لك – بيد أني أخشـــى الأقاويــــــــل

وبعد سماع هذه العبارات قام من عليها، فأدار خاتمه، فنضب النهر على الفور، وجفت آثار الماء. فأصدرت الفتاة صيحة وتفجرت عيناها بالدموع، فالماء هو روحها، فخلعت ثوبها الحريري وظلت عارية، فخاطبت السماء قائلة׃

أنزار يا أنزار – يا زهر السهول
أعد للنهر جريانه – وتعالى خذ بثأرك
يا آلة المطر – انهــارت الارض الام
من أجلك تمسكت بالصــــــبر – أنا والأرض ضـــــــرتان
تزوجنــــــا برجل دون أن نراه – فكيف بإمكانها ان تدر ؟
يـا أنزار اختفت علامات الخضرة – عروسك تتوسـل إليك
يـــــــا أنزار إنها ترغــــــــــب بك – انــــزار انــــــزار !!
ايها الالة كف عنا الجفاف – كي ينضج المحصول على الجبل
وينمــــــــــــو منتوج الجبل – يا سيد المــــاء امنحني المـــــاء
أني أهب روحي لمن يريدها

في تلك اللحظة بالذات لمحت ملك المطر، وقد عاد بهيئة شرارة برق ضخمة فضم إليه الفتاة، وعاد النهر إلى سابق عهده في الجريان، فاكتست الأرض كلها اخضرارا، هذا هو أصل تقليد (تاسليت أونزار)، ففي ظروف الجفاف يتم الاحتفال بانزار، والفتاة التي تختار له كعروس بالمناسبة تقدم له عارية.



ايهاب ازطاف
عن ايهاب ازطاف 693 مقالة
ايهاب ازطاف هو باحث ليبي من مدينة يفرن بجبل نفوسة، مهتم بدراسة اللغة الليبية ومفرداتها وقواعد نحوها ولسانياتها، وله شغف بالبحث في طوبونوميا ليبيا وايجاد علاقتها بالمجتمع وتاريخه واصوله، ويهذف لاعادة الاعتبار للهوية الليبية وحمايتها، وتقوية الانتماء للارض الليبية في نفوس سكانها.

قم بكتابة اول تعليق

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*