منذ فجر التاريخ وشعوب العالم تقدم القرابين الى الالهة التي تؤمن بها، هذه القرابين كانت إما حيوانية او نباتية او بشرية، قدمت لأجل نيل رضاها والتقرب منها وتجنب غضبها الذي ينعكس في ميثولوجيا الأديان بالزلازل والصواعق والجفاف والحر والصقيع والبراكين والفيضانات والأمراض.

——— التضحية عند الوثنيين ———

كان الاغريق يفضلون تقديم الاضاحي الى الهتهم من الثيران، الا انهم كانوا يقدمون الابقار والخراف والماعز والخنازير فهم لا يعتبرونها نجسًا كما عند اليهود والمسلمين ويختارون افضل حيوان عندهم وقبل الذبح كانوا يسقون الاضحية الماء ويطعموها بعض الشعير وكانت السكين تخفى في سله تحملها فتاة في الموكب.

——— التضحية في الإسلام ———

في القرآن لم يذكر عيد الأضحى، وهناك من يستدل بآية (انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر) ولكن النحر في الصلاة هو الوقوف منتصبا وإبراز الصدر، والنحر في العربية هو اعلى الصدر وموضع القلادة منه.

ولهذا الاضحية من السنة حيث يقول ابن كثر في كتابة تفسير القرآن العظيم ج4 “وقال ابوسريحه كنت جارا لـ أبوبكر وعمر وكانا لا يضحيان خشية ان يقتضى الناس بهما” وكذا قال الشافعي ويؤكد ذلك الشاطبي في الاعتصام، وهناك روايات تقول ان بلال الحبشي ضحى بديك، ويقول الصنعاني عن الاضحية في سبل السلام ج4 “وافعال الصحابة تدل على عدم الايجاب “.

الا ان الاضحية في عصرنا الحاضر أصبحت عادة واجبه لان الأب يضطر الى شراء اضحية حتى بسلفة ربوية من البنك لأنه لا يريد ان يرى اطفاله محرومين أمام اقرانهم، وللأسف في البلدان الإسلامية الفقيرة انتشرت ظاهرة الشجار العائلي الذي يتبعه الطلاق او القتل بسبب عدم القدرة على شراء الاضحية او التفاخر او حتى الشجار على اللحم بين الاخوة.

اما الحاج المتمتع والقارن فيجب عليه ذبح الهدي ومن لم يستطع عليه صيام 3 أيام و7 بعد الرجوع لوطنه، ولا يجب على الحاج اكل الاضحية إنما تترك ليأكلها أهل قريش، اما في وقتنا الحاضر تقوم السعودية بتوزيعها كما يقولون الى الفقراء في العالم… والله اعلم

——— شعائر التضحية في العيد عن الليبيون ———

عند تقديم قرابين عيد الأضحى لغرض التقرب من الله، يتم اختيار الاضحية من الأنعام الخالية من العيوب، تبدء الشعائر، بإشعال البخور والجاوي وشحذ الموس، تم يستحب أن توجه رقبة الاضحية الى القبلة ويقوم مقدم القربان بترديد عبارة ينسب فيها نفسه إلي أمة وجداته حسب طقوس بعض الليبيين فيقال:

(بسم الله، اللهم منا واليك اضحيه تقبلها من فلان ابن فلانة بنت فلانة كما تقبلتها من إبراهيم الخليل)، تم تذبح الاضحية.

إن هذه العبارة تعتبر من احد الدلائل علي كون الليبيين مجتمع اميسي/ امومي (Matriarchy) في الماضي، والاختلاف هنا مع المجتمعات الذكورية (Patriarchy) ان مقدم القربان ينسب نفسه لأباءه فيقول: (تقبلها من فلان وآل فلان).

——— العقيقة ———

بعض المسلمون يقدمون قربان عندما يرزقهم الله بمولود يتوددون به الى الله لتجنب ان يصيب أبنائهم اذى او غضب يتمثل في الامراض والعاهات لهذا يذبح البعض دجاجة الا ان بعض الفتاوى تقول انها لا تجزئ و يجب تقديم الأنعام الى الله.

——— ما بعد ذبح الاضحية ———

بعض الثقافات تأكل ما يصلح من الاضحية والبعض الاخر يحرق ما تبقى كقربان للآلهة وهذا اصبح موضوع للسخرية في الكوميديا اليونانية، وعند الشعوب الغنية تحرق الاضحية كاملة.