أرناؤوط – الالبان

PrintE-Mail

تقع بلاد الالبان في شبة جزيرة البلقان الواقعة على البحر الأدرياتيك بعد اليونان ويقال انهم أقدم من سكن بمنطقة البلقان

اصل التسمية

ذكرهم بطلميوس في القرن الثاني الميلادي باسم (البانوي/ Albanoi) وعاصمتهم (ألبانوبوليس/ Albanopolis)، وذكرهم الكتاب البيزنطيين ابتداء من القرن الحادي عشر باسم (ألبان) وباسم (أربانيتاي/ Arbanitai).

حدث للاسم تحولات كثيرة في اليونانية فمن (الفانوس/ Alvanos -Άλβάνος) اصبح ينطق (الفانيتس/ Alvanitis – Άλβανίτης) تم صار ينطق (ارفانيتس/ Arvanites) وانتقل منها الى التركية (ارنافيت/ Arnavut) و(ارناوت/ Arnaut) حيث حدث ابدال مكاني من (فان/van) الى (ناف/ nav) واستخدم العثمانيون مصطلح (آرناوودلق/ Arnavudluk) كأسم للبلاد ومصطلح ( أرنوفوتكا /Arnavutça) كاسم للغتهم، ومن الاتراك انتقل الاسم الى العربية (ارناؤوط).

وقد استخدم الاسم في لغات البلقان السلافية الجنوبية: كالبلغارية والصربية لازدراء الالبان، ولهذا صاروا يطلقون على انفسهم اسم (شقيبيريا وشقيبتاري/ Shqiptarët).

شكل الكلمة في اللغات التالية:

  1. البوسنية: (أرناوتوفيتش/ Arnautović)  و ( Arnautić / أرناوتيتش)
  2. الصربية والكرواتية:  (ارنوتوفيتش/Arnautovich)
  3. المقدونية: (ارنودوف/ Arnaudov)
  4. البلغارية: (ارناوتوف/Arnautov)  و ( ارنودوف/Arnaudov)
  5. الرومانية: ( ارنؤتو/Arnăutu)
  6. البرتغالية والاوكرانية: (أرناوت/Arnaut)
  7. اليديشية: (ارناوتسكي/Arnautski)
  8. الايطالية: (ارابريش)

.وكل هذه الكلمات مشتقة من قبائل تقطن البلقان تدعى أليير / أريير

انتشارهم

كان الالبان جزء من الجيش الانكشاري وعند سيطرة العثمانيين على الشرق الاوسط وشمال افريقيا هاجر الكثير من أبناء هذه القومية شأنهم شأن (الشركس والبوشناق والأباظه) إلى أنحاء الإيالات العثمانية وقد استوطنوها واندمجوا مع السكان ولذا نجد الاسم في: سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والأردن ومصر وتونس والجزائر وليبيا ولا يزال بعضهم يحتفظ بلقبه الأرناؤوطي.

لغتهم

اللغة الاصلية للأرناؤوط هي اللغة الالبانية، الا انهم صاروا الآن يتحدثون التركية في تركيا والعربية في شمال افريقيا والشرق الاوسط واليونانية في اليونان.

دياناتهم

الجزء الأكبر مسلمين سنيون وبكداش صوفيون وهناك شيعة ودروز مع وجود لمسيحيين ارثدوكس وكاتوليك، وقلة لا دينية.


اماكن تواجدهم بليبيا

طرابلس (شارع الظل-ميزران-الشكشوكي-الصريم-المنشيه-سوق الجمعة-بن عاشور)، كما يتواجدون في الزاوية، وشرق ليبيا ..وغيرها من المناطق.

كان الارناؤوط من المقاتلين الأشاوس، يعملون في وحدات الأنكشاريّة في صفوف الجيش العُثماني، وكان لهذه الفرقة زيّ خاص وعمائم خاصة بها.

…………………………….. 

من عادات الارناؤوط المصريين سكان احدى القرى ان ينزلوا عن دوابهم حال رؤية أحد أفراد الأسرة سائرا الى جواره احتراما لمكانتهم فى القرية.


ادعاء النسب العربي

يقول احمد رضا الارنؤوطي من مصر

« لا اعرف لما الاصرار على ان الارناؤوط عرب !!!

ان هذا الادعاء باطل ولا اساس له من الصحة ويسهل تفنيذه، فالأرناؤوط ليسوا قبيلة في البانيا بل ان كل الالبان هم أرناؤوط فالقول انهم من الغساسنة كالقول ان الالبان اصلهم غساسنه من اليمن!!.

فلو افترضنا لا سمح الله ان الأرناؤوطيون عرب غساسنة فهل البانيا كانت خالية من السكان، هل من المعقول ان تكون ارض خصبة كالبانيا خالية من السكان بحيث ان (العربان) يسكنوها من دون معارضة من ملك او جيش او مسؤول!؟

اما بخصوص تحويل (تصفيح) كلمة ( عار علينا ان نعود ) الى (أرناؤوط) فهيا بنا نطلق العنان لخيالنا وافكارنا بأن نربط بين كلمة ( عار علينا ان نعود ) و أرناؤوط … كيف تكونت !! وهل رأيتم في يوم من الايام أجنبي اعجمي يلفظ حرف ( طاء ) او حرف ( عين ) بكل سلاسة !! وهل من المعقول ( لو فرضنا ان الغساسنه قالوا عار علينا ان نعود ) ان اهل تلك البلاد صار شغلهم الشاغل كلمة ( عار علينا ان نعود ) بحيث ملوا من ترديدها واستخدموا التصحيف ( عار علينا ان نعود ، عار ان نعود ، ار نعود ، ارنود ، ارناؤوط )

وهل هنالك حالة مشابهة لما حصل لالبانيا بحيث صار اسم بلد ما على اسم كلمة مصحفة ؟؟

كل الذي حصل ان جبلة ابن الايهم التجأ الى الامبراطورية الرومانية خوفا من العقاب ، ولكن هذا ليس معناه ان يتحول اسم بلد كامل وسط طبيعة غريبة وسكان متوحشين كالسلاف والجرمان الى كلمة قالها فرد، اذا نستخلص ان هذا الكلام مجرد آسطورة خرافيه لا تستند على اي حقائق ولا تصمد أمام اي نقاش عقلاني!!

من هنا يتبين لنا ان أرناؤوط هم البان ولا صحة للادعاء القائل ان الالبان هم غساسنه »

ان نسب العجم للعرب امر شائع جداً ونجد هذا في كل من العراق ومصر وليبيا والشام والتشاد والسودان وكمثال قبيلة الغرارات الذين يدعوا انهم من آل بيت الرسول وفي الحقيقة هم امازيغ من دقّر زناتة وجدهم سلام مدفون في تونس وتوجد وثيقة تتبث نسبهم الى الامازيغ موجودة في الارشيف العثماني بتاريخ اول محرم 988 هـ الموافق فبراير1580م، وايضا يؤكد الرحالة التيجاني في مخطوطته التي وضعت في كتاب اسمه رحلة التيجاني نسبهم  حيث انه مر بهم وكان هذا في سنة 1307م وجدهم هو بربري عوسجي اسمه سلّام بوغرارة مدفون في تونس بقرية مارث.


 مشاهير واعلام آل الأرناؤوط

  1.  الأم تريزا
  2. المهندس محمد عيسى الذي بنى تاج محل
  3. ماتيو كرسبي اول رئيس ايطالي اصله من ارابريش
  4.  قدري صوقل الارناؤوطي- مؤلف ومحقق مخطوطات.
  5.  اسماعيل كمالي الالباني الارناؤوطي -عالم انساب ليبيه.
  6. محمد علي باشا الارناؤوط حكم مصر حوالى 150 سنة من 1805 لحد سنة 1953.
  7.  شعيب بن محرم الألباني ولد 1928- محقق المخطوطات الإسلامية.
  8. الأمير ابراهيم أرناؤوط والذى كان ملازما فى جيش محمد على باشا.
  9. محمد ناصر الدين الألباني 1914-1999 علاّمة ومُحدث وفقيه وإمام.
  10. عبدالقادر الأرناؤوط 1928-2004 جاء والد الشيخ من يوغسلافيا، وأقام في دمشق في حي الديوانية، وفيه مجموعة من الألبان
  11. رئيس جمعية آل ارناؤوط السيد محي الدين الأرناؤوطى.
  12. الناشط الرياضي محمود الأرناؤوطى.
  13. عائشة حسين أرناؤوط (1946، دمشق) شاعرة و مترجمة سورية مقيمة في باريس وتحمل الجنسية الفرنسية. ترجم بعض شعرها إلى الإنجليزية واليوغسلافية والألبانية.
  14. يوسف شاكير الارناؤوطي- سياسي وإعلامي مؤيد للقذافي.
مشاهير الارناؤوط
مشاهير الارناؤوط

ماحكم من نسب نفسه الى غير قومة؟

عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار” ( البخاري (6/539) )..
يعني من يحاول ان يتخد نسب غير نسبة الحقيقي لاسباب دنيوية فهو كافر موعود بالنار..
اذا ادعيت انك عربي من السعودية بتدخل للجنة ولا بتزيد مرتبتك!!.. وها انت وقعت في المحظور وفي الكفر بنعمة الاهل والاب والام وتتبرأ منهم وتنسب نفسك الى آلــ سلول..

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لاترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر” صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض (12/54)


كفر حمودة أرناؤوط – مصر

هي عزبة تحولت فيما بعد الى قرية كبيرة سميت باسم كفر حمودة أرناؤوط، واساس هذه البلدة هي عائلة الأرناؤوطى العريقة والتى كان آحد أبنائها العظماء الحاج على حمودة رحمه الله، وهم ينتسبون الى الأمير ابراهيم أرناؤوط والذى كان ملازما فى جيش محمد على باشا ويدل اسمه على بلده الأصلى ألبانيا فى شبه جزيرة البلقان وقد أقطعه الباشا محمد على هذه القرية له ولأبنائه من بعده وحملت القرية اسم الأرانطة نسبة الى هذه العائلة الألبانية.


مدينة قليبية بالرومانية ( كْلُوبِيَا Clupea )- تونس

قليبية هي مدينة تونسية تقع في ولاية نابل في الشمال الشرقي لتونس وتبعد عن العاصمة مسافة 105 كم.  يقطن المدينة بها حوالي 43000 نسمة اغلبهم من الارناؤوط.


مدينة الارناؤوط – تركيا



ايهاب ازطاف
عن ايهاب ازطاف 693 مقالة
ايهاب ازطاف هو باحث ليبي من مدينة يفرن بجبل نفوسة، مهتم بدراسة اللغة الليبية ومفرداتها وقواعد نحوها ولسانياتها، وله شغف بالبحث في طوبونوميا ليبيا وايجاد علاقتها بالمجتمع وتاريخه واصوله، ويهذف لاعادة الاعتبار للهوية الليبية وحمايتها، وتقوية الانتماء للارض الليبية في نفوس سكانها.

4 تعليق

  1. الحاج يونس مصطفي الارناوؤطي من مؤسسي نادي المدينه بطرابلس وهو من اكبر اللانديه الليبيه

  2. السلام عليكم :
    هذا موضوع كنت ترجمته عن اللغة العثمانية من كتاب “قاموس الأعلام ” لشمس الدين سامي الأرناؤوطي … وهو قاموس ضخم باللغة العثمانية
    ترجمة محمد ماهر قفص …
    وهذا هو القسم الأول …

    مادة : آربانيا { أو (آربريا)، وهو الاسم الأصلي الذي أطلقه الأرناؤوط على أنفسهم. يلفظها الكيغويون (آربانيا) ويلفظها الطوسقويون (آربريا). والاسم المستعمل عند الأوربيين (آلبانيا)، وقد أعيا كل المؤرخين الأوربيين اشتقاق هذا الاسم وسبب وضعه ، وسعى كل منهم لإطلاق الفرضيات والاستنتاجات. إلا أنه لم يوفق أحد في الوصول إلى أصل الكلمة وحقيقتها، فهذه الكلمة مأخوذة من “آربانيا”. ولأن الروم لم يستطيعوا تلفظ حرف “الباء” فيها فلفظوها بصورة “آروانيا” حتى إنهم سموا سكانها “آروانيت”، ومن هذه الكلمة الأخيرة أخذها العثمانيون مع تقديم وتأخير النون والواو، حيث ظهرت كلمة “آرناويت” أو “آرناود”. فهذا هو أصل كلمة “أرناؤد” واشتقاقها. وإنه من
    ورغم أن أصل الكلمة واشتقاقها على هذه الشاكلة، فإنه من العبث المضحك البحث عن اشتقاق أصل هذه الكلمة من أصل فارسي أو عربي كـ”عار نبود” أو “عار لنا أن نعود”. ورغم أن تعبير ” اشکغŒپرغŒا” بمعنى “الأرناؤوط” شائع الاستعمال أكثر عند الأرناؤوط في يومنا هذا، ورغم أن اسم “آربريا” قد اختصت به المناطق المجاورة لـ “آولوينه” [ولورنه] عند الطوسقويين، فإنهم استخدموها بمعنى الأرناؤوط. ومنذ عدة قرون أصبح اسم “اشكيبريا” منسياً تماماً عند الآرناؤوط الذين يعيشون خارج بلاد الآرناؤوط أي في إيطاليا واليونان ومرمرة وفي مناطق أخرى، وبقيت عندهم إطلاق تسمية (آربانيا) أو (آربريا) على عموم الآرناؤوط.
    وإذا عرجنا إلى وجه التسمية: فكلمة ” آر” تعني في اللغة الأرناؤوطية: الحقل، و”بان” في الفارسية الصانع أو الفاعل، ولهذا فإن معنى كلمة”آربان” الفلاح / المزارع. وذلك لأن أول من أدخل مهنة الزراعة إلى أوربا الأقوام الآرية التي هاجرت من أواسط آسيا، والأرناؤوط هم من أقدم هذه الأقوام وهذا ثابت وقطعي. كما أن كلمة “آر” أو “آغر” أو “آرغ” في اللغات القديمة تعني “حقل”. فأطلق على عموم هذه الأقوام اسم “آريا” وهي مشتقة من هذه الكلمة. كما أن أكثر أسماء هذه الأقوام مركب من هذه الكلمة “آر”، وقد أثبت هذا عالم اللغات المسيو”ماقس / ماكس مولر”، وهذا سند قوي في إثبات صحة دعوانا. ولأنه لا يوجد لدى الطوسقويون غنة مع الألف فإنهم يضطرون لقلب النون إلى ” ر” على العموم، ولهذا فإنهم حولوا كلمة “آربان” إلى “آربار”. [ يرجى النظر في كلمة” آرناؤد” و”آرناؤدلق”].
    مادة : آرناؤد { قوم يقطنون في الممالك العثمانية في بلاد الروم يعني غرب شبه جزيرة البلقان. كلمة “آرناؤد” محرفة من الكلمة الرومية “آروانيت” وكنا أوضحنا أنها أخذت من كلمة “آربان” المستعملة عند الآرناؤوط. [يرجى مراجعة مادة “آربان” و”آربانيا”]
    سكن هؤلاء القوم شبه جزيرة بلقان منذ القديم ولم يعرف تاريخ ذلك على وجه التحديد. وقد ظهروا على دفعات، ورغم أنهم كانوا هناك على علاقة مع اليونان والرومان، إلا أنهم عاشوا متفرقين دائماً، وظهروا مختلطين مع سائر الأقوام والأمم، ولم يظهروا قَطّ بصورة متحدة وبلغة أُميّة واحدة [ نسبة إلى أمة مرادفة لقومية أو وطنية في العصر الحديث. م] ولهذا بقوا إلى وقت قريب مجهولة أحوالهم. ولقد ذكر بعض المؤرخين الأوربيين أنهم جاؤوا في تاريخ قريب من “آلبانيا” الموجودة في قفقاسيا، يعني من داغستان، وذهب بعضهم إلى أنهم انحدروا من أقوام السلافيين، وذهب آخرون إلى أنهم فرع من اليونانيين قد بقوا في الحالة الوحشية الأصلية ، وما إلى ذلك من الآراء والفرضيات المجانبة للحقيقة. ولقد افترض بعض مؤرخينا أنهم قوم جاؤوا من جزيرة العرب.
    وفي الحقيقة هم كانوا يعرفون أن في لغتهم كلمات متشابهة أو مشتركة بين اليونانية القديمة واللاتينية والسلافية ،وكانوا يظنون أن هذه الكلمات مأخوذة من تلك اللغات. ولما اطلع بعض المحققين الباحثين من الأوربيين على لغة الأرناؤوط وتعمقوا فيها، أدركوا مدى علاقة هذه الكلمات باللغة اليونانية القديمة والسلافية والقوطية والفارسية والسانسكريتية، عند ذاك اتخذوا اللغة أساساً في البحث ونقبوا التاريخ فتوصلوا إلى أصل الأرناؤوط ومن أين جاؤوا، وحلوا المسألة المعماة [ اللغز] منذ قرون تماماً، فوجدوا أن الأرناؤوط قوم من أقدم فروع سلالة الأمم “الآرية” الموجودة في آسيا وأوربا.
    ولو اقتضى الأمر وجمعت كلمات اللغة الأرناؤوطية التي لها علاقة أو تشابه مع اللغات اليونانية القديمة واللاتينية والسلافية والجرمنية وكل اللغات الأوربية الجديدة المتشعبة عن هذه اللغات، من جهة واللغات الفارسية والزندية والسانسكريتية فإن الأمر يطول، ولأن الأمر سيكون عبارة عن مقايسة بين مجهولين لأكثر قرائنا وسيؤدي إلى الملل. ولهذا نستطيع القول: لو أنه جعل كتاب لغوي يضم اشتقاق كلمات اللغة الأرناؤوطية، فإن الكلمات التي ليست لها صلة أو تشابه مع واحدة من اللغات الآنفة الذكر أو أكثر من لغة، قليلة جداً. إلا أنه في الواقع لا يمكن الحكم على أن هذه الكلمات مأخوذة من لغة أخرى، بل على العكس من ذلك تبين أن كثيراً من الكلمات بهذه الصورة الموجودة في اللغة الأرناؤوطية هي الأصل وأن اللغات اليونانية القديمة أو اللاتينية هي الفرع, وهذا يعني أن اللغة الأرناؤوطية هي أقدم من اللغتين اليونانية القديمة والسنسكريتية. ويعني أيضاً أن الأرناؤوط أمة قديمة جداً. علاوة على هذا فإن وجود كلمات في اللغة الأرناؤوطية ذات صلة بالفارسية والزندية والسانسكريتية زيادة على سائر اللغات الأوربية المنحدرة من أصل “آري” ليدل ويثبت أن اللغة الأرناؤوطية ليست فرعاً من اللاتينية أو اليونانية أو السلافية، وإنما منسوبة ومنحدرة مباشرة من اللغة الآرية القديمة. وأن هؤلاء القوم كسائر الأقوام الآرية القديمة جاؤوا إلى أوربا من آسيا الوسطى مباشرة.
    وحسب أرجح الاحتمالات فإن الأمم القاطنة في أوربا هاجروا في الأزمنة الغابرة القديمة من آسيا الوسطى من بلخ وهرات، فتوجهت بعضها إلى ما وراء النهر وروسيا، وبعضها إلى إيران والأناضول وبعضها إلى قفقاسية عبر سواحل البحر الأسود حيث هاجروا أفواجاً أفواجاً إلى الغرب وانتشروا في كافة أنحاء أوربا. لكن تلك الهجرات لم تحدث في وقت واحد، بل كانت تفصلها أزمنة طويلة. ومن المعلوم أن قوم الـ “الكلت” كانت من أوائل تلك القوافل التي انتشرت في أوربا الغربية. ومن الملاحظ أن الأرناؤوط هاجروا في تلك الأزمنة قبل الـكلت أو بعدهم بقليل. وفي الحقيقة هناك تشابهات كثيرة بينهما، سواء على الصعيد اللغوي أوبعض الخصائص الأخرى أيضاً وهي ظاهرة للعيان لا تخفى. هذا القومان اللذان جاءا معاً أو متعاقبين، استوطن أحدهما وهم الكلتيون أوربا الغربية، واستوطن الأرناؤوط أوربا الشرقية، واستوطن فيما بعد التوتونيون والسلافيون شمالي أوربا.
    وكان الاسم المِلِّيّ للأرناؤوط في ذلك الوقت “پلاسج” أو ” پلاسغ”، وحسب إحدى الروايات فإن هذه الكلمة محرفة عن كلمة ” پلاق” الأرناؤوطية، والتي تعني “العجوز ” و”قديم”، وقد أطلقت من قبل المتأخرين على سابقيهم. وفي كل الأحوال لقد أحاط هؤلاء القوم في تلك الآونة بجزيرة البلقان كاملاً والقسم الغربي من الأناضول، وهو وإن كان الهلنويون الذين جاؤوا فيما بعد قد أخذوا شبه جزيرة موره وجزءاً من اليونان من أيدي الپلاسجر، فإنه مقابل ذلك انتقل كثير من الپلاسجريين إلى إيطاليا، ثم اختلطوا هناك على الأغلب مع أحد الأقوام الأخرى الموجودة هناك أو التي أتت فيما بعد، وشكلوا بعد الامتزاج بهم القوم اللاتيني. لم ينسحب الپلاسجريون من كل اليونان، وإنما انسحبوا إلى الجبال وإلى بعض الأنحاء والأطراف كـ ” أتوليا” و”آكارنانيا” وعاشوا هناك وحدهم وإلى جانب ذلك اختلط بعض الپلاسجريون بالهلنلريين وامتزجوا بهم وهم كثر.

    ينقسم الپلاسجريون يعني الأرناؤوط القدماء إلى أربعة أقسام، حسب الوجه الآتي :
    1 ـ الإيليريون: كانوا ينتشرون من حدود اليونان القديمة وإلى أقصى الشمال في خليج الأدرياتيك. يعني انتشروا في مناطق الأرناؤوط الحالية والبوسنة والهرسك والدالماچغŒا[دالماشيا Dalmatia].
    2 ـ المقدونيون: وهم يمتدون في منطقة مقدونيا من جبال “پغŒندوس” و”شار” حتى جبل “رودوب” و”النهر الأسود” وبحر الجزر [ الأرخبيل] يعني في أنحاء سلانيك ومناستر وأسكوب وسيروز.
    3 ـ التراقيون: لم يتعين حدودهم الشمالية وقد سكنوا وانتشروا في المناطق بين أدرنة وولاية بلغارستان، وربما إلى يمين سواحل ” طونه”.
    4 ـ الفريجيون: وقد سكنوا في المناطق بين سواحل الأناضول وحتى أنقرة وسيواس.
    وقد ثبت وبالدلائل والبراهين التاريخية أن هؤلاء الأقوام الأربعة هم فرع من أمة الپلاسج، إلا أن الإيليريانيون والمقدونيون من ناحية، والتراقيون والفريجيون من ناحية أخرى كانوا أقرب إلى بعضهم سواء أكان في اللغة أو الأخلاق أوالعادات. حتى إن لغة الإيليريانيون والمقدونيون كأنها واحدة. وقد كانت القرابة بين هؤلاء الأقوام الأربعة قوية جداً حتى إنه حين اجتمع كل حكام اليونان وصناديدهم، وهاجموا حاكم الـ “تروآ [ أو ترويه ـ (–Troja Troie] ” الذي يعد من حكام الفريجيانيين، فإن المقدونيين والتراقيين لم ينحازوا إلى صف اليونان، بل الأكثر من ذلك أرسلوا أمداداً كبيرة للـ” التروائيين” وهذا ثابت تاريخياً. وكذلك شوهدت بعض الأسماء المستخدمة حالياً وجاءت في التواريخ المحفوظة عن اللغات القديمة للمقدونيين والتراقيين والفريجيين ومتشابهة مع اللغة الأرناؤوطية. ومن جملة هذه الأدلة ما ذكره أبو المؤرخين هرودت العلاقة بين هذه اللغات ففي لغة فريجيا يقال للخبز ( بوقس )، ولو أسقطت الأداة اليونانية (السين) التي أضافها هرودت، سيظهر أنها نفس الكلمة المطلقة على الخبز في اللغة الأرناؤوطية الحالية. ولقد بين استرابون الذي عاش في القرن الأول بشكل صريح، على أن الإيليريانيين والمقدون كانوا قوماً واحداً ويتكلمون لغة واحدة، حيث قال: “إن أهالي اپير وإيليريا ومقدونيا يتكلمون لغة واحدة، ويحلقون رؤوسهم على شاكلة واحدة، كما أن عاداتهم وأخلاقهم واحدة”. وقال في مكان آخر:” إن هؤلاء يدارون بواسطة مجلس الشيوخ والمعروف بـ (پلاغونيا ) ، وهم يطلقون على الشيخ العجوز (پلايس) وعلى المرأة العجوز (پلايه ). وإن كلمتي : (پلاقونيا ) و(پلاق) مستعملتان اليوم في اللغة الأرناؤوطية بنفس المعنى، كما أن الأرناؤوط الجبليين حافظوا على التقاليد القديمة، حيث ما زالوا إلى الآن يفصلون النزاعات بينهم بالرجوع إلى مجلس الشيوخ المسمى بـ: (پلاقونيا ).
    وكما أن هناك اتفاق على أن الأقوام الأربعة الذين مر ذكرهم أعلاه هم من الپلاسج، فإنه لا شبهة أن الإيليريين هم أجداد الأرناؤوط الحاليين، فحسب التدقيق في الحوادث الجارية قبل ألفي سنة، لم يرد في تلك الفترة ذكر لأي قوم جاؤوا أراضي الأرناؤوط من الخارج واستوطنوا فيها. وعدا ذلك هناك أدلة كثيرة لإثبات أن الپلاسج والأرناؤوط من حيث الجنس ومن حيث اللغة هما أمة واحدة. من جملة هذا اعتراف المؤرخين اليونانيين القدماء أن دين اليونان القدماء والرومان القديم مأخوذ من الپلاسج. كما أن أسماء آلهة اليونان القدماء وروما مأوخوذة من الأرناؤوطية، وهذا يعني أن كلمة الپلاسج، تعني: “الآرناؤوط القدماء”.

    يتبع إن شاء الله ….]

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*