

دجوفاني لوتشاني كان يقيم بغريان ابان التواجد الايطالي بليبيا وقد شاهد العاصفة الثلجية التي هبت على غرب ليبيا وشهدت غريان اكبر نسبة هطول لها في جبل نفوسة. هذه العاصفة جاءت من القطب الشمالي وتركزت شمال غرب ليبيا سنة 1949 ولعقود سالفة كان اجدادنا يتحدثون عن هول ما رأوه واطلقوا على تلك السنة اسم عام التلج وقد مات بعض الناس من البرد وماتت بعض الحيوانات وتسببت في مأساة بشعة.
الطليان كانو على علم بالعاصفة قبل قدومها الا انهم تفاجؤ بكمية الثلوج.. يروي احد الاجداد ان حياش الحفر تغطت بكاملها وحتى اشجار الزيتون تغطت بالثلوج.. احد القصص ان راعية وجدوها واقفة متجمدة بينما كانت ترعى الغنم ومعها اغنامها في حالة تجمد..من كان خارج البيت اما انه مات او بقى لم يبرح مكانه حتى هدأت العاصفة.. فتحت بعدها الدكاكين بأمر عسكري واعطت الحكومة انذاك الزيت والكيروسين والخبز الساخن مجانا للمواطنين سواء ليبيين او ايطاليين.. اترككم مع ترجمة المستوطن الايطالي لوتشانو.
————————————————
عند ذكر تغرنة أول ما يتبادر إلى ذهني دائما والذي لن انساه ابداً تساقط الثلوج بشكل جنوني من سنة 49، شيء لم أراه في حياتي.
كان ذلك في 2 فبراير 1949. بدأ كل شيء عند الظهر تقريبا. أصبحت السماء غائمة مع رياح (القبلي) بدأت تضرب بقوة، كنت عائدا من المدرسة حين بدأت الرياح التي كادت ان تأخذني بعيداً. بدأ انهمارالثلج وكأنه اشلاء تتناثر من اشياء بالية (رقائق وبدون مبالغة كأنها قشور السجائر) وقوية بحيث لا يمكن رؤية الطريق. وخلال تلك الدقائق القليلة التي امضيتها في طريقي للبيت كان قد سقط أكثر من 20 سم من الثلوج (لم اشاهد مثيلا لها). وهلعت وبالكاد وصلت الى المنزل. في غضون ساعة الثلوج قد وصلت إلى أكثر من نصف متر.
في بيتنا كنا نعيش فقط انا ووالدتي لأن والدي لم يعد لليبيا من الحرب. كنا أمام الموقد (بينما كان الحطب يحترق …) عندما سمعنا طرقا على الباب بحماس: فتحنا فوجدنا فتاة تبلغ من العمر 13 عاما (آسف لا اتذكر الاسم، ولكن أتذكر أنها تعيش في منطقة تدعى السقايف، أو شيء من هذا القبيل من منطقة تبعد بضع كيلومترات عنا، وتتكلم بلهجة ابروتسو الايطالية)، دعوناها للدخول كانت مبللة بالكامل وترتجف من البرد مرتبكة وخائفة. والدتي سمحت لها بالدخول، اجلستها امام الموقد وغيرت ملابسها واقامت بمنزلنا ليومين وليلتين.
خلال كل هذا الوقت العاصفة الثلجية والثلوج القبلية أبدا لم تهدأ وفي النهاية عندما توقفت كان الثلج مكدس أعلى من مستوى بيتنا الذي كان ارتفاعه أكثر من 5 أمتار. بحيث كان الثلج بارتفاع حوالي 6 أمتار. لحسن الحظ أن الرياح الثلجية القوية كانت تهب من الناحية الخلفية للمنزل بحيث كان الباب الامامي للمنزل امنا من تكتل كمية كبيرة من الجليد بحيث كان ارتفاع الثلج ناحية الباب يقدربمتر وهذا خدمنا للخروج اليوم.
اعود مرة أخرى لتلك الفتاة (أتساءل عما إذا كان يوجد أي شخص يتذكر أي شيء عنها؟ أعتقدوانا لست متأكدا كان يطلق عليها أنينا). في اليوم الثالث سمعنا طرق الباب مرة أخرى كان والد الفتاة الذي لم يسمع عن ابنته شيئا وهو بشكل يائس، وقال انه كان يبحث في جميع الأنحاء وقد حفركل كومة عل احدهم وجدها ودفنها وقد تهيأ له ان كل كومة هي مقبرة لابتنه . لن أنسى أبدا ذلك المشهد بينما الوالد يحتضن ابنته وهي تبكي وتضحك من الفرح وعانقني انا وأمي ، وشكرنا لإنقاذ ابنته … والدتي وأنا لم نعرف ماذا نقول له سوى اننا ادينا واجبنا …
ربما لم أكن واضحا في الشرح لكنني حاولت أن اكون موجزا قدر الإمكان دون الخوض في الكثير من التفاصيل.
الثلج بقى لأكثر من شهر حتى بدأ بعده بالذوبان (امضيناها في منازلنا ولم نذهب للمدارس) .
أنطونيو لوتشياني
المصدر: http://www.luciani.in/
معلومات:
- منطقة تغرنة في العهد الايطالي تضم ادارياً كلا من تغسات، السقايف، انطاطات، البراشيش، بن يحي وتغرنة.
- أبروتسو (بالإيطالية: Abruzzo) هو أحد أقاليم إيطاليا وتبعد حدوده الغربية عن شرقي روما مسافة 80 كم. يحد الإقليم من الشمال إقليم ماركي ومن الغرب والجنوب الغربي إقليم لاتسيو وإقليم موليزي من الجنوب الشرقي والبحر الأدرياتيكي من الشرق. على الرغم من أن الإقليم يقع جغرافيًا في مركز البلاد، إلا أن المعهد الوطني للإحصاء (السلطة الإحصائية الإيطالية) يعتبره جزءًا من جنوب إيطاليا لكون الإقليم من بقايا مملكة الصقليتين.
السلام عليكم ورحمة الله
(شكرا على المعلومات………… (سؤال هو نفسه الي يقولولا عام التبروري؟
عندي سؤال على الشيخ العيادي شيخ زاوية السماح في منطقة مسلاته هل هو ينحدر من منطقة عياد او عيادة في مدينة مكناس المغربية؟
علي عبد الصمد
________________________________
فيه فرق بين التبروري والثلج .
غريان البلد الأم ليها حنين ومعزة وعندي فيها ذكريات من أحلى ذكريات حياتي
الفوارس اللي في غريان وتاجوراء اصلهم من الشقارنة في يفرن.
بلدي غريان
وقد توفي عديد الأشخاص منهم صالح المختار المصاقري الذي كان عائدا من قطيس وذلك قبل وصوله الى بيته بمئات الأمتار فقط رحمه الله