

لماذا اصبح الليبي يفر من ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻭﻳﺮﻓﻀﻬﺎ كأنها وباء كورونا يخشى ان تقتله!، ﻭﻳﺠﺪ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ الانتماء والتبعية المطلقة ﻟﻬﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮﻩ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ، انها حالة شاذة تحتاج منا البحث.
ولا يقف الامر الى حد انكار اصوله الليبية، ليتبث عروبته المزيفه، بل يتمادى الى كراهية ذاته فيهاجم عناصر هويتهم الأساسية ويحتقرها، ويقلل من شأن انفسهم ولغتهم وابجديتهم وتاريخ اجدادهم.
يمكن تفسير ذلك برجل تحول جنسياً الى إمرأة وصار يسب رجولته ويحتقرها بعد ان بثر اعضاءة، هذا هو المستعرب، ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻤﺎﻫﻰ في إقتماس دور العربي الموغل في العنصرية، وهذا يفسر حالة عداء هؤلاء اتجاه عراقتهم واصالتهم الليبية.
عاش في وهم العروبة التي تبناها بينما رفضها العرب، ﺣﺘﻰ ﻭلع بها ﻭﺃﺩمن ﻋﻠﻴها ﻛﻤﺨﺪّﺭ ﺇﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻓﻜﺮﻱ، ﻳﻌﻄّﻞ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺸﻜّﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻫﻢ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لخ، ﻋﻠﺔ ﻭﺟﻮﺩه ﻭﺣﻴﺎته، بها ﻳﻔﻜّﺮ ﻭيحلم، ﻣﻦ ﺃجلها يعيش ويناضل، منها صنع أبطاله وأصنامه ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﻭهي ﺍلتي تعطي ﻣﻌﻨﻰ لحياته.
ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ” ﻟﻠﻮﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ” ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﻭﻭﺟﺪﺍﻥ ﻫﺆﻻﺀ الليبيين، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ، ﺑﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﺨﻠّﻲ عنها ﻭﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ منها، ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ اكتشافهم بأنها ﻓﻌﻼ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻫﻢ، ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ السقوط المدوي لأﺑﻄﺎﻝ ﻭﺃﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
قم بكتابة اول تعليق