

فن المعمار الأمازيغي في شمال افريقيا :
القصور وقد بني أغلبها حسب ما يقدر في القرن العاشر الميلادي ولكن هذه العمارة يعود عمرها الى اقدم من هذا بكثير وقد بنيت من قبل أعراش قبيلة ورغمة الأمازيغية التي تنحدر من زناتة ومن فخدات ورغمة عرش أيت توزين (التوازين) المنتشر في كل تمازغا أيت توزين شمال امور نـ واكوش إقليم الريف يرجعون بأصولهم إلى أيت توجين غرب دزاير الذين ينحدرون بدورهم من التوازين ( بن قردان ) الذين ينحدرون من قرية أيت توجان.
لم يتبقى من القصور اليوم سوى 150 قصرا وكانت عدة أسباب وراء إنشاء هذه القصور أهمها المناخ الصحراوي وقلة المياه .. تقع هذه القصور بالمناطق العالية لمراقبة الغزاة والإحتماء من الأعداء وتكون قريبة من مناطق رعى الأغنام ومناطق زراعة الحبوب وجنان الزيتون والرمان مما جعل الوظيفة الأساسية للقصور إضافة للسكن تخزين الحبوب وزيت الزيتون و”زقوقو” (حبات الصنوبر الحلبي ) الذي يأتون به من الشمال عن طريق المقايضة بإستبدال أكياس التمر بأكياس “الزقوقو” ليعدوون به أكلة تبقى صالحة على مدار السنة وهي عبارة عن زقوقو مطحون مع التمر ويخلط بزيت الزيتون ثم يخزن في جرار فخارية بغرف القصور المخصصة للتخزين .. فقط بنيت القصور من الحجارة الصلبة والطين حتى تحمي المؤونة من التعفن والتلف ولو نتخيل عملية البناء نجد أنه يبنى حائطان متوازيان توضع بينهم أكياس تبن ثم يبنى السقف ثم تحذف الأكياس وتبنى هكذا غرفة بجانب غرفة ثم تبنى غرف فوقها فيصبح قصر مربع الشكل أو مستطيل أو دائري ويختم بناءها برسم أشكال ورموز أمازيغية وفي قصر جرجيس
الذي هدم في ستينات القرن الماضي بأمر من بورقيبة رئيس تونس يصل إرتفاع الطابق إلى 6 أمتار ..
أما القصور البعيدة عن الأعين والأودية الجارية ينشأ سكانها بالمناطق السهلية التي تحد جبالهم أحواض رملية وصخرية شبيهة بالسدود لجمع المياه في موسم الأمطار .. وكانت للمواقع الإستراتيجية فضل في حماية أغلب أعراش ورغمنة من الغزاة الهلاليين وخاصة أنهم حفروا ممرات سرية تحت الجبال لكن عرش مطوس لم يمنع من الهلاليين فتشتتوا شمالا وغربا. ويعد قصر ” إيجناتن” من أجمل القصور والذي بني قبل عقدين أو ثلاثة من زحف الهلاليين كذلك قصر “نيش” وقصر “سق درين ” وقصر “مطوس او ماطوس” وقصر “غمراسن” والذي لم يكن مجرد قصر بل واحة غناء وأعين جارية وجنة بالنسبة لعائلة ورغمن و قصر “أولاد سلطان” الذي يحتوي على قرابة 450 غرفة على ثلاثة طوابق.
منقول من فارس فؤاد
قم بكتابة اول تعليق