

هل تحدد اللغة اصل الانسان؟
الليبيون ليسوا اول امة في العالم يفقد جزء من ابنائها لغته لاسباب متعددة، فهنالك شعوب عديدة فقدت لغتها بشكل كلي او جزئي، الا ان فقدان تلك الشعوب للغتها لم يجعلها تفقد اصلها وتدعي اصول الشعب الذي صارت تتحدث لغته كمثال اوغندا ونيجيريا، إن جزءً مهما من الليبيين كان واعياً منذ البداية باهمية اللغة فحافظ لنا على لغتنا الليبية واخذ على عاتقة مسألة الدفاع عن لغة وثقافة وهوية واستقلال البلاد الليبية، واعادتها لسابق مجدها لو توفرت الإرادة والوطنية وحسن النية.
اللغة لا يمكنها تحديد اصول الانسان
لا يمكن الاعتماد على اللغة كمقياس لتحديد اصل الانسان، لان الفرد يستطيع ان يتعلم ويتكلم اكثر من 17 لغة، فاذا فرضنا ان شخص هندي يعيش في بريطانيا ويتكلم الانجليزية والصينية والروسية؟ . هل سنقول ان هذا الشخص اصله روسي او فرنسي او صيني ؟ او نرجعه الى اصله الهندي … بالاضافة الى ان اللغة التي يتكلمها اليوم ربما لن يتكلمها احفادة، فاللغة تكتسب وتفقد وليست شيء تابث يمكن الاعتماد عليه في تحديد اصول الانسان، في الثقافة العربية وشريعة الاسلام التي نؤمن بها يتحدد الاصل بالانتماء للاب ولا يعتمد الاسلام على اللغة في تحديد اصل النسب لقوله تعالى: (ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله)، في الثقافة الليبية قبل انتشار الاديان الابراهيمية كان الانتماء للام. واستمر ذلك عند قبيلة صنهاجة حتى زمن قريب.
هناك خمس دول افريقية تتحدث اللغة الفرنسية، لكن هذا لم يجعل منهم فرنسيين، الا ان هذا لم يحدث مع السودانيين فبعد ان فقد جزء كبير منهم لغاته الافريقية، سارعوا بتزوير نسبهم والحقوا نفسهم بالقبائل العربية، ورغم ادعائهم بانهم عرب الا ان لونهم حال دون قبولهم، واطلق عليهم اسم (السودان) وتعني في العربية بلاد السود، والان هم يعيشون حالة تخبط هوياتي ادت الى ممارسة عنصرية ضد بعضهم اعتماداً على درجة السواد، والى حدوث حروب وانقسام في بلدهم.
قم بكتابة اول تعليق