

عندما نتحدث عن الهوية الليبية الآن، فاننا نستدعي تجارب النضال من أجل التحرر، فموضوع الهوية لا معنى له في الحقيقة دون اعتبار النضال من أجل التحرر مكونا أساسيا، لان السعي من اجل الحرية هو الذي صنع ليبيا الدولة رغم انها افتقدت الاستقلال الحقيقي بسبب تغييب معالم الهوية والشخصية الليبية.
فالهوية الليبية تم استهذافها منذ عقود، الى ان كادت معالم الشخصية الليبية ان تضمحل، فالمخطط له كان التأسيس لشخصية عربية ولائها للعروبه وذلك لإنشاء مشروع الوطن العربي، وهذا ما اتاح لدول الخليج التغلغل في البدن الليبي بعد ان اعتبرت ليبيا جزء من وطن آخر لا وجود له، استغلوا فقدان الانسان الليبي لهويته ومناعته الطبيعية وولائه لوطنة وشعورة بالانتماء لبلده، وبالتالي فقدت ليبيا استقلالها وارادتها ودمرت الهوية التي وحدت البلد وزرعت بدل عنها هوية غريبه تسببت في دمار البلد ونسيجة الاجتماعي، وذلك ساعد الغريب في الهيمة على ارادة الليبيين، وتحويل بلادهم كقاعدة للهيمنه على دول الجوار لتنفذ اجندات عابرة للحدود لا تؤمن بالوطن، وبالتالي تم اقحامنا في صراعات اقليمية، اوصلتنا للحاله التي نعيشها الآن.
اذن دفاعنا عن الهوية الليبية ليس نوع من الترف، انما هو محاوله لمعالجة المشكلة من الجذور لإعادة المناعة للبدن الليبي. لاننا نعتبر هذه الايدلوجيات تشكل خطر حقيقي على وجود ليبيا كدولة حاضراً ومستقبلاً.
قم بكتابة اول تعليق