

اثارت الزيارة التي قام بها وفد الكونغريس العالمي الامازيغي نقاشا واسعا في صفوف الحركة الامازيغية بشمال افريقيا، وحتى في اوربا، جيث كانت الزيارة الى بلد مثل (ليبيا) ،وهو المعروف بنظامه القمعي تجاه الامازيغ مثار استغراب العديد من النشطاء الامازيغ الذين يرون في هذه الزيارة مصالحة مه نظام يداه ملطختان برماء الامازيغ. لكن قسما اخر من الحركة الامازيغية يرى ان الزيارة كانت فرصة مواتية للتعرف عن قرب على الاوضاع الحقيقية والميدانية التي يعنانيها دعوة اي نظام كيفما كان نهجه السياسي او سجله التاريخي مختلفة تماما عن تزكية مواقفه العدائية او السكوت عن جرائمه السابقة واللاحقة. امام هذين الرايين ينحصر النقاش الامازيغي لهذه الزيارة التي ما يزال يتفاعل تاثيرها على البيت الامازيغي داخليا وخارجيا.
1- لسياق العام للزيارة:ـ
زيارة الوفد الامازيغي لليبيا ابتدات بلقاء تحضيري جمع الرئيس الليبي مع رئيس الكونغرس العالمي الامازيغي الاستاذ / لونيس بلقاسم في 5 نوفمبر 2005، وخلال هذه الزيارة التي رتب تفاصيلها نائب رئيس الكونغرس العالمي الامازيغي النيجيري شختا حمات، والذي تربطه علاقة وطيدة باوسط نافذة بليبيا، اتفق الطرفان، اي الرئيسان على تنظيم لقاء موسع يقوم من خلاله وفد الكونغرس العالمي الامازيغي بزيارة تفقدية لامازيغ ليبيا واقتراح بعض التوصيات التي سيعمل القدافي على بلورتها، في مصالحة ما للنظام الليبي مع تاريخه وجزء من شعبه، اي الجزء الامازيغي. وبالفعل وصل الوفد يوم 17 دجنبر 2005، ويتكون من الرئيس لونيس بلقاسم من الجزائر ونائبه خالد الزيراري من المغرب وشختا جمات من النيجر وخايمي سانس من جزر الكناري وعبدالله فاندي من فرنسا وسيدي حام اك محمد من مالي. بالاضافة الى ممثلي قناة تلفزية امازيغية بفرنسا. لكنها منعت من تسجيل اي لقاء. وفي يوم 21 دحنبر 2005 استقبل الرئيس الليبي وفد الكونغرس وكان الاجتماع فرصة للجانبين لتبادل وحهات النظر حول القضية الامازيغية وحول الاوضاع الامازيغ بليبيا. وتم لقاء ثان يوم 22 دجنبر 2005.وهذا اللقاء قدم الوفد رسالة تتضمن الملف المطلبي للحركة الامازيغية بليبيا كما تطرق الى اشكالية منع مجموعة من الاسماء الامازيغية ومنع الحديث بالامازيغية في الشارع العام وغيره من القضايا التي تم التطرق اليها.وكان مبرمجا ان يقوم الوفد بزيارة لعدد من المدن الامازيغية بليبيا الا ان التعقيدات البروتوكولية الكثيرة وضيق الوقت حصر الزيارة في ثلاث مدن امازيغية وهي يفرن، زوارة، جادو واجتمعوا بساكنة هذه المنطقة والتي تتكلم الامازيغية لكنها على ما يبدو تم تحضيرها لهذه الزيارة من قبل السلطات الليبية.
2ـ بعض دلالات الزيارة:ـ
من الصعب جداملامسة كل تفاصيل السياسة الليبية الجديدة تجاه مثل هذه الزيارة. لكن الشيء الاكيد ان ثمة عوامل داخلية وخارجية عدة فرضت على العقيد معمر القدافي الانصات،ولو على باب الاستهلاك الاعلامي الخارجي والداخلي
بشكل مطلق، باستثناء اللقاء الاول الذي جمع لونيس بلقاسم مع الرئيس الليبي في الزيارة التحضيرية. لكن ثمة اسئلة واقعية وحقيقية تنتظر الملامسة والمقاربة وهي: من المنتظر ومن الخاسر في هذه الزيارة؟ لاشك ان العقيد القدافي لا يستطيع ان يعطي للامازيغ كل مطالبهم لسبب بسيط ومعروف وهو ان النظام الليبي نظام عروبي رغم ميولاته الاخير تجاه البعد الافريقي. الا ان تصريحات علي فهمي خشيم لاحدى الصحف المغربية يفهم منها ان النظام الليبي لا يريد من الزيارة الا تسجيل نقطة اضافية لصالحه في مواجهة ضغوط محتملة من الغرب امام تصاعد جملات المعارضة الامازيغية الليبية مع انعقاد مؤتمر لندن للمعارضة الليبية، والذي لاشك كان عاملا حاسما في اختيار القدافي لنهج الانفتاح المبرامج والبرغماتي اتجاه فصيل رئيس من فصائل المعارضة بالخارج.
ولاننسى كذلك بليبيا حركة امازيغية قوية وفاعلة غير معترف بها النظام، لا تزال طاهرة وصادقة لم يفسدها، ولم ينشء لها محافظة سامية ولا معهدا ملكيا لاحتوائها وارشائها. وهذا عامل اخر قد يجعل من ليبيا قطبا امازيغيا في المستقبل اذا توفرت الارادة السياسية لدى النظام، خصوصا انه لا توجد بليبيا، بسبب طبيعة الحكم الفردي للرئيس الليبي، لوبيات عروبية، حزبية ونقابية واسلاموية كما في المغرب والجزائر، يمكن ان تؤثر سلبا على القرار السياسي لصالح الامازيغية الذي قد يتخده الرئيس الليبي.
بقلم: انغير بوبكر
قم بكتابة اول تعليق