تاريخ الفيضانات في درنة وصور فيضان عام 1959م

انهيار سد درنة اسوأ كارثة في القرن الحادي والعشرين

PrintE-Mail

تحيط مدينة درنة جغرافياً بتلال الجبل الأخضر والبحر الأبيض المتوسط، ويقسمها وادي درنة الى نصفين شرقي وغربي.

وشهدت المدينة الساحلية فيضانًا عنيفًا عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كانت تحت سيطرة القوات الألمانية، ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية باستثناء الدبابات الألمانية التي انجرفت في البحر.

وفي عام 1959 شهدت درنة فيضانات عنيفة أخرى خلفت مئات القتلى والجرحى، بحسب فرج داود الدرناوي، مؤرخ ليبي.

شعر ابوبكر القذافية يوصف فيضان درنة

(كتب الشاعر أبوبكر القذافية قصيدة عن فيضان وادي درنة سنة 1959م ونشرها في صحيفة برقة الجديدة بتاريخ 30 أكتوبر 1959م.

القصيدة تؤرخ لما حدث في مدينة درنة وكيف تعامل الملك إدريس السنوسي مع الكارثة ؟، وكيف تعاملت حكومة السيد عبدالمجيد كعبار مع الفيضان المروّع الذي حصد بعض الأرواح وتسبب في أضرار مادية ؟، وكيف كان موقف الجيش ودوره ؟. وأشاد في قصيدته برجالات الدولة وما قدموه من مساعدات دون منّ أو انتظار الشكر والثناء والمدح، كذلك من أعمال جليلة للتخفيف من وطأة الكارثة والمصاب الجلل. وضرب مثلاً بالسيد ابوسيف ياسين وأثنى على دوره مشيداً بشخصه ومكارم أخلاقه.

في عام 1961، قامت سلطات درنة ببناء سد متوسط ​​الحجم بارتفاع 40 مترًا (131 قدمًا) لاحتواء مياه الفيضانات. وساهم السد في حماية المدينة من فيضانات عامي 1968 و1969.

وفي عهد معمر القذافي (1969-2011) تمت صيانة السد عام 1977، وأعيد
تمت صيانته عام 1986، وتم بناء سد آخر على الوادي لتعزيز حراسة المدينة ضد الفيضانات.

وفي عام 2011، شهدت المدينة فيضانًا آخر، لكن السدين حميا المدينة وخففا من تأثير السيول.

تأثيرات الحرب الأهلية الليبية على السد

بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، واجهت درنة عزلة سياسية منذ سيطرة عدة جماعات اسلامية متطرفة عليها.

وحاول تنظيم داعش الإرهابي السيطرة على المدينة بين عامي 2014 و2015، لكن تصدى له تحالف من الجماعات المسلحة في المدينة، واستطاع هزيمة التنظيم الإرهابي.

وزاد عزلة المدينة عندما فرضت قوات حفتر حصاراً على درنة منذ عام 2016، وتمكنت من السيطرة على المدينة في عام 2018.



ايهاب ازطاف
عن ايهاب ازطاف 719 مقالة
ايهاب ازطاف هو باحث ليبي من مدينة يفرن بجبل نفوسة، مهتم بدراسة اللغة الليبية ومفرداتها وقواعد نحوها ولسانياتها، وله شغف بالبحث في طوبونوميا ليبيا وايجاد علاقتها بالمجتمع وتاريخه واصوله، ويهذف لاعادة الاعتبار للهوية الليبية وحمايتها، وتقوية الانتماء للارض الليبية في نفوس سكانها.

قم بكتابة اول تعليق

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*