

ما سبب وجود عائلات من السود في تاورغا تحمل القاب عائلات من البيض في مصراتة؟
بعد الفتوحات الاسلامية اصبحت تجارة العبيد رائجة نظراً لعدم تحريمها وهذا اعطى راحة الضمير لمن يمارسها، رغم تقنينها فقد حث الاسلام على معاملة العبيد معاملة حسنة وجعل عتق العبيد كفارة على الذنوب والمعاصي، الا ان العبد الهارب من سيدة كان ملعوناً في الشريعة، وكان عمر بن العاص يشترط على اهل ودان والكفرة ولواته وغدامس تقديم 360 رأس عبد وعبدة جزية سنوية، فصار العبيد كثرة الى ان قاموا بثورة الزنوج ضد العباسيين في البصرة بالعراق بسبب الاضطهاد والظلم والجور واستمرت ثورتهم 14 سنة (869-883ﻡ).

تفضيل استعباد المرأة عن الرجل
وكان المسلمون يفضلون شراء العبيد النساء لسهولة استعبادهن وايضا لنكاحهن واستغلالهن في الدعارة (العبودية الجنسية) والعبدة التي ينكحها سيدها تسمى (سرية) والمسلم يسمح له بنكاح 4 حرائر اما الإماء والجواري فلا يوجد حد معين والأمر مرهون بالقدرة المالية يقول الله تعالى: {ﻓﺎﻧﻜﺤﻮﺍ ﻣﺎ ﻃﺎﺏ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺜﻨﻰ ﻭﺛﻼﺙ ﻭﺭﺑﺎﻉ ﻓﺈﻥ ﺧﻔﺘﻢ ﺃﻻ ﺗﻌﺪﻟﻮﺍ ﻓﻮﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻜﻢ}، ويقول: {ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻟﻔﺮﻭﺟﻬﻢ ﺣﺎﻓﻈﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻮﻣﻴﻦ}، وكانت العبدة السوداء اقل ثمن من العبدة البيضاء والانثى اغلى سعراً من الذكر، والعبد الزنجي نادراً ما يتقلد منصب رفيع بعكس العبد الابيض، اما في اوروبا وامريكا فقد كانوا يفضلون الذكور لاجبارهم على العمل الشاق في المزارع والمصانع.
اوروبا تلغي العبودية في العالم
كانت الدينمارك اول دولة تلغي العبودية ﻋﺎﻡ 1792م، وفي عام 1814م قررت كافة الدول الاوروبية في فينا منع تجارة العبيد لذلك ضغطوا على القرمانلي في طرابلس والعثمانيين لايقافها، وبعد سنوات قليلة قام السلطان محمود الثاني بوقف هذه التجارة واعتاق الرقيق الأبيض، فتحرر جميع العبيد من يونانيين وجورجيين وأرمن وشركس، وسوريين، ولكنها لم تنتهي كلياً.
واجبر تجار مصراتة وزليتن على اعتقاق عبيدهم الذين كانوا يبيعونهم لاوروبا وتركيا وتجمع اكثرهم في تاورغا، وبما ان العبيد كانوا يؤخدون غالبا وهم اطفال كان نسبهم مجهولاً، لذلك حمل المعتقون لقب اسيادهم كما ينص الشرع الاسلامي قال تعالى: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)، وعندما اعتق اجدادي عبيدهم حملوا لقبنا ايضاً.
العبودية كانت موجودة منذ القدم، فالعرب هم سلالة العبيد، لان جدهم اسماعيل هو نتاج نكاح سيدنا ابراهيم عليه السلام وتسريه بعبدتة هاجر، لذلك عرف العرب عند المسيحيون باسم ساراكينوس أي عبيد سارة، وعرفوا عند الليبيين باسم ساراغين بادال حرف ك الى غ، وبادية سرت تعرف باسم سرغين، ومازال اهل اوجلة وسيوة يطلقون على العرب هذا المسمى.
قم بكتابة اول تعليق