الحرب الليبية المصرية عام 1977م

مصر تقصف الجيش الليبي بطائرات ودبابات ومدافع اشتراها لها معمر القذافي

PrintE-Mail

أسباب اعتراف مصر بدولة إسرائيل

بعد هزيمة مصر في حرب أكتوبر 1973م ويأسها من استعادة سيناء بالقوة العسكرية، قامت مصر بالتفاوض بشكل منفرد مع إسرائيل على تطبيع العلاقات والاعتراف بها كدولة وانهاء حالة الحرب بينهما ووقف أي هجمات مستقبلاً مقابل إعادة سيناء.

معمر القذافي أصيب بصدمة وخيبة أمل

شعر القذافي بالصدمة والخيانة لانهم استغلوه وأخدوا منه الأموال الليبية والسلاح تم رموه مثل العاهرة ولم يعيروه وزن واهتمام بعد ان اوهموه بأنه امين القومية العربية وزعيمها الأوحد.

كانت الصدمة الأولى: عدم اخباره بموعد الحرب وهذا له دلالة مهينه خاصة انه دفع كل ما في الخزينة لأجلهم، تم الصدمة الثانية: انهم جعلوه قربان بفضحهم مخطط ليبي يهدف لإغراق سفينة سياح تقل مدنيين يهود، تم الصدمة الثالثة: وهي التطبيع، وبذلك انتهى حلمه في تدمير دولة إسرائيل باستغلال أموال ليبيا وعدد سكان مصر الكبير.

جذور العداوة بين القذافي والسادات

القصة بدأت بعد هزيمة مصر في 1967 حيث فر الجنود المصريين مذعورين بجلودهم تاركين كافة أسلحتهم الثقيلة والخفيفة في الصحراء ومعظم الطائرات دمرت في مطاراتها، ولم يكن عند مصر سلاح كافي للدفاع عن نفسها ووضع عليها حظر تسلح، لهذا استخدمت مخابراتها سمعة ليبيا الطيبة واموالها الطائلة وطفولة قادتها (27 عام) لإعادة تسليح جيشها وشراء سلاح شرقي وغربي متطور من كافة الأنواع منها 300 دبابة.

وفعلاً في يناير عام 1970 تعاقدت ليبيا مع فرنسا لشراء 101 طائرة ميراج 5 متقدمة مختلفة الأغراض من شركة تومسون وبتطوير إسرائيلي، منح 20 منها لمصر، ودرب 20 طيار مصري في فرنسا وتخرجوا في أكتوبر 1971م واما باقي الطيارين فقد تدربوا في ليبيا الى عام 1972، وانفقت أموال كثيرة في دعمهم بالسلاح والتدريب..

القذافي قومي ويشترك مع الإسلاميين في اعتبارهم الوطنية جريمة وخيانة عظمى والدليل:

  1. قيامه بتزوير وثائق الجنسية الليبية للمتدربين والضباط المصريين الذين عقدوا الصفقة.
  2. تعاقد على شراء سلاح باسم ليبيا تم سلمه الى طرف أخر.
  3. ادخال المصريين للمعسكرات الليبية ومعرفة اسرار الجيش الليبي وقدراته.

فرنسا سلمت الطائرات لليبيا رغم معرفتها بحقيقة هؤلاء الطيارين المصريين بينما أظهرت في العلن غضبها لتفادي الضغوط السياسية ففي 21 يناير عام 1970 حذر الرئيس الأمريكي نيكسون الفرنسيين من استخدام هذه الطائرات ضد إسرائيل، كما احتجت الأخيرة بعد وصول الطائرات الى مصر، عموماً هذا الفعل يعتبر تشويه لسمعة ليبيا وصحة وثائقها الرسمية ومصداقيتها فيما يخص الاتفاقيات الدولية وايفائها بتعهداتها.

بداية الاشتباكات

بدأ معمر يتحرش بمصر وطالبها بالوحدة الفورية المتفق عليها عام 1972م وتصرف كأنه حاكم مصر وتدخل في امورها الخاصة وسياساتها فيما يتعلق بمفاوضات السلام مع إسرائيل وكان يشتم السادات ويزعجه ويخطط لاغتياله واتهمه بالجبن والخيانة وتقويض الجيش العربي الموحد واصبح الطرفين يحشدان قواتهما على الحدود وحدثت مناوشات في 1976م ووضعت مصر خطة لغزو ليبيا في 26 يوليو، واتهمت القذافي بدعم المعارضة وتأسيس معسكر لهم وتدبير تفجير مكتب بميدان التحرير في 8 أغسطس وفي يوم 28 من نفس الشهر اتهمت ليبيا باختطاف طائرة مصرية، فأمر القذافي بأغلاق القنصلية المصرية في بنغازي وتم الهجوم على سفارات البلدين، وفي يونيو 1977 هدد بطرد 250 ألف عامل مصري وبقطع العلاقات في 22 يوليو.

وفي يونيو 1977 اوعز معمر لاتباعه الغوغاء (الثوريين) بالزحف في مسيرة جماهيرية نحو القاهرة لإسقاط الحدود بين العرب، وفي يوم 20 يوليو قام حرس الحدود باعتقال 4 شرطة ليبيين فأمر القذافي باختطاف 14 جندي مصري.

في عام 1977 استخدمت مصر هذه الطائرات والطيارين في تأديب القذافي الذي بدأ الاشتباكات بقصف بلدة السلوم تم زحفت كتيبة الدبابات الليبية التاسعة اليها ولكنها وقعت في كمين وتم القيام بهجوم مضاد. ردت الطائرات والطيارين الذين دربتهم ليبيا والحقت ضرر كبير بالجيش الليبي واستطاعوا التوغل في الأراضي الليبية 24 كيلومتر واحتلوا قرى الحدود وقتل وجرح حوالى 400 جندي ليبي واسر عدد كبير.

ونفذت الطائرات المصرية عدة غارات على الكفرة وطبرق، وكان الرئيس المصري يصف القذافي (الواد المجنون بتع ليبيا) لأنه كان مندفع وطائش ومغفل ويفتقد للعقلانية والحكمة وكان انسان عاطفي وليس سياسي الى ان قتل، وكان يتدخل في شؤون البلدان بحجة انه امين القومية العربية، وهو الاعلم بمصلحة العرب اكثر منهم هم.

القوات الليبية تحتفل بإسقاط مقاتلة مصرية من قبل طائرات ميراج الليبية خلال حرب الحدود عام 1977. (مجموعة توم كوبر)

تدخلت الجزائر وياسر عرفات لإيقاف الحرب في 24 يوليو وعادت القوات المصرية الى داخل حدودها. وفي أغسطس 1977 تم تبادل الاسرى وبعد وفاة السادات عام 1981 وتولي حسني مبارك الحكم تم تشكيل مكتب العلاقات الليبية المصرية برئاسة احمد قذاف الدم.

في أكتوبر 1989 زار معمر القذافي مصر وعادت العلاقات بين البلدين.



ايهاب ازطاف
عن ايهاب ازطاف 693 مقالة
ايهاب ازطاف هو باحث ليبي من مدينة يفرن بجبل نفوسة، مهتم بدراسة اللغة الليبية ومفرداتها وقواعد نحوها ولسانياتها، وله شغف بالبحث في طوبونوميا ليبيا وايجاد علاقتها بالمجتمع وتاريخه واصوله، ويهذف لاعادة الاعتبار للهوية الليبية وحمايتها، وتقوية الانتماء للارض الليبية في نفوس سكانها.

1 تعليق واحد

  1. البحث يشوبه الافتقار الى المعلومات الدقيقة …والصحيحة
    مصر لم تهزم فى حرب اكتوبر..بل انتصرت ثم تدخلت امريكا بما تملكة من تصوير جوى حديث ومعلومات واوصلتها للجيش اليهودى….مما اعطاها ميذة معرفة المعلومة عن عدوهم والتحرك المضاد
    لا يمكن لرئيس دولة مثل مصر ان يخبر القذافى او غيرة بموعد الحرب ….
    شراء طائرات باسم ليبيا ممكن والطيارين مصريين ممكن ايضا للكفائة الشديدة والاستعداد العلمى للتعامل التقنى مع الطائرات ….ولا يتوفر ذلك لدى الليبين وقتها … التكلفة مصرية وساهمت ليبيا فيها
    كل العرب شاركوا فى الحرب وافضل من شارك الجزائريين اما جنود ليبيين لم يشاركوا حسب علمى…
    مع وافر تحياتى …

    اما شراء طيران هذة ممكن ….لان الحرب قومية …
    اما القذافى رموة المصريين مثل العاهرة …. لا اعتقد حتى اللفظ خانك اخى …..

شاركــــنا رأيك و بإحترام

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*