

ابرقان – تلابا – وزرة –حــــولي–عباءة– جرد
الزي الليبي القديم
ظهر الليبيون في اللوحات المصرية القديمة وهم يرتدون ثياباً عبارة عن قطعة صوفية مزخرفة متعددة الالوان بشكل غاية في الروعة والجمال والإثقان، وكل قطعة لها زخرفة والوان تختلف عن الآخرى. يرتدي الليبيون هذه القطعة بجعلها معلقة على الكثف الأيسر حيث يربط طرفي الرداء بعقدة، وتمر أسفل الذراع الأيمن، وهذا الزي شبيه بعض الشيء بلباس شعب اتروسكان انظر هنا، ، وهم السكان الأوائل لشبه الجزيرة الإيطالية، وهذا ربما يشير الى وجود علاقات وهجرات ليبية قديمة الى ايطاليا.
ويبدو ان هذه القطعة الصوفية ازدادت في الطول مع مرور الوقت وصارت يلف بها الجسد وتمرر على الكتف بشكل قطري وهي قطعة واحدة تمثل غطاء للارجل والورك والكتف والرأس في نفس الوقت، وارتداها الرجال والنساء مع اختلافات طفيفة في التصميم وطريقة اللبس لكلا الجنسين انظر هنا، كما تظهر الرسومات قطعة اخرى تلبس مثل التنورة (skirt) مزخرفة يتم ارتدائها على الخصر والورك انظر هنا.
وقد ربط المؤرخ الإيطالي غوليا لم ناردوتشى في كتابه استيطان برقة بين المعطف الصوفي الذي ارتاده الليبو مع الجرد الصوفي الحالي حيث قال:
ساعد العثور على بعض النقوش المصرية التي تعود إلى عام 16 ق.م على معرفة نوع الملابس والأسلحة التي كان الليبو يستخدمونها، ووفقاً لتلك النقوش الأثرية القديمة يمكن القول أن الليبو كانوا يرتدون معطفاً طويلاً مصنوعا من الصوف أو الجرد المعروف حالياً، حيث كان الجرد (المعطف الطويل) يتميز بألوان متعددة زاهية ذو فتحة من الجهة اليسرى حيث يُعقد على الكثف الأيسر ثم يلف حول بقية الجسم.
اما اقدم زي ارتداه الاغريق فقد كان يعرف باسم exomis وهو عبارة عن قطعة غير مزخرفة توضع على الكتف الأيسر وتمرر اسفل الكتف اليمنى، مع بقاء الساق وجزء من الفخذ عاري، وهناك زي اخر يعرف باسم chlaina وهو اشبه بالوشاح، بالاضافة الى ما يعرف باسم Chiton و peplos الخاص بالنساء والذي يتبث على الكتفين بمشبك، كما ارتدى الإغريق القدماء رداء عرف باسم Himation انظر هنا، والرومان رداء عرف باسم toga وهو شبيه بالجرد الليبي ويرتدى بطريقة قريبه منه.
وارتدى الامريكيون الاصليون على الساحل الشمالي الغربي وفي المكسيك القديمة احرام (بطانية) تتبث على الكتف الأيمن وتمرر تحت الذراع الأيسر، كما يلتف الاثيوبيون والصوماليين في قطعة من القماش لا تقل مساحتها عن 3 * 7 ياردات.
الزي الليبي بشكله الحديث
يطلق على الزي التقليدي لليبيين اسم (ابرّقان/Barracan) وتالابا وفي بعض المناطق يصنف حسب سمك النسيج فيسمى الثقيل منه وزرة او عباية وتكون
بصوف ذات لون بني او رمادي او اسود، اما الوسط فيسمى الجرد والخفيف يسمى احولي (ⵡⵉ ⵏ ⵓⵙⴳⴳⴰⵙ) وهذا الرداء يصنع من الصوف الخالص ذو اللون الابيض؛ ويعد هذا الزي العريق احد اقدم ازياء العالم الذي مازال يرتدية السكان حتى وقتنا الحاضر رغم انحسار استخدامه يوماً بعد يوم.
ينتشر ارتداء ابرقان (ⴰⴱⵔⴳⴰⵏ) في معظم بلاد البربر (ليبيا القديمة) ويجب التنويه الى ان هذا الزي الليبياللوحة للرسام الإسباني “خوسية تيبارو” (1836-1913) الذي زار شمال أفريقيا، وله العشرات من اللوحات التي توثق للباس فيها. لم تعرفه ساكنة بلاد القبط وعراق العجم اوالشام او بلاد العرب او الترك.
الا اننا نجد ما يشبهة عند الإغريق والرومان والليبيين وهذا ما لاحظه عدد من الرحالة في مختلف مراحل التاريخ الليبي، ونلاحظ التطابق بين عقدة (توكــا ميّـــا) التي تعقد على اعلى يسار الرداء الليبي وتلك الموجوده في التماثيل الرومانية، وأشار المؤرخين إلى أن اللباس الروماني منقول عن اللباس اليوناني القديم، وأن اليونان قد نقلوا العباءة عن الليبيين، وخلال 397، 416 اصدر الاباطرة الرومان مراسيم بتحريم ارتداء ثياب البربر التي غزت الامبراطورية الرومانيه ومنها معاطف الفراء والبنطلون.
وقد ربط المؤرخ الإيطالي غوليا لم ناردوتشى في كتابه استيطان برقة بين المعطف الصوفي الذي ارتاده الليبو مع الجرد الصوفي الحالي .
❆ ذكر هيرودوت في تاريخه الفقرة 189 “أن رداء ودرع تمثال أتينا قد نقلهما الإغريق عن النساء الليبيات”. وهذا الثوب الذي نقله اليونانيون عن الليبيات هو عبارة عن ثوب طويل يلف الجسم ويضم الكتفين تتمنطق المرأة ببقيته وتلفه حول وسطها مع العلم انه لا فرق كبير بين ثوب الرجل والمرأة.
❆ “ومن حولي كان الرجال يتغطون به كأن الواحد منهم في خيمة صغيرة فردية وينامون براحة تامة، بينما كنت أنا أرتعد في معطفي” “جعلني برد هذه الليلة أفهم فائدة الجرد، فهو بسيط وخفيف ويسهل ارتداؤه ويتحول وفقا للاحتياجات إلى ملاذ ضد الحر أو البرد” هنري دي ماثيسيو 1901
ومما يؤكد أن هذا الزي ليبي المنشأ هو احتفاظ الليبيين به لحد الآن دون غيرهم، ولو أن هذا الرداء روماني او اغريقي كما يدعي البعض فلماذا لا
ترتدية بقية الشعوب التي حكمها الرومان؟، لماذا لا يوجـد ابرقان في تـــراث الشام واليونان واسيا الصغرى وإسبانيا وفرنسا وغيرها من بلدان المتوسط التي دخلت في دائرة روما؟، مما يضفي في تقديرنا طابعاً محلياً على لباس ابرقان، إن الحولي والجرد او ابرقان لباس محلي ليبي، شمال افريقي بامتياز، ولا يوجد الا لدى سكان شمال افريقيا الاصليين، دون غيرهم من المناطق التي استوطنها الرومان قديماً.
وندعم ذلك بنص من ( المـؤرخ بروكـوبيــوس ) – استناداً على اشارات ايتوري روسي – كان قد أشار خلال وصفه لملابس الليبيين القدماء في هيئة : ” قميص خشن أسماءه بالقيطون/كيتون، وأشار بأنه نوع ثابت من اللحاف، يرتدى طوال فترات السنة / صيف شتاء ” وهو الجرد .
ذكرت ( المؤرخـة ميـس تــوللي ) في كتاب عشرة اعوام في طرابلس ص347
“كان القسم الاكبر من البربر الذين صادفناهم، على بعد أميال قليلة من طرابلس يرتدون كساء آخر غير القبعة الحمراء، والجرد الاسود الداكن من نسيج الصوف، الذي يغطي أجسامهم من الاكتاف إلى منتصف الساق، الذي يلف مرات عديدة وفق أدواقهم، وحول أجسامهم ولكنهم يتركون الذراع الايمن والكتف عاريين وتزين رؤوس النساء الحلي من المرجان وقطع القصدير والخرز، ويلبسن جروداً أرق، سوداء اللون عامة، تلتف حولهن لفاً قوياً، فتؤلف كل ما لديهن من ملابس” وذكرت ايضاً ” أن الجرد المجرود؛عباءة بربرية ذائعة الصيت منذ عهود قديمة”
ملاحظة: يسمى في اللغة الاغريقية palaeum والغريب ان الليبيين لازالوا يطلقون اسم (ابلوم- ⴰⴱⵍⵓⵎ) على نوع من الانسجة الصوفية
❆ يبلغ عمر الجرد اكثر من 2500 سنة تقريباً وهو من اقدم الازياء في العالم.
❆ يرتدي الليبيون الاصليون تالابا مع البرنوس وهو لباس امازيغي اخر يغطي الرأس
يقول محمد ربيع
(مازال الجرد يحمل دلالة اجتماعية هامة، فالمرأة الليبية لا تستمر في النسيج آذا ما حّل الظلام، وستعلق عملها اذا كانت هناك حالة وفاة لقريب أو جار، كما انه ليس لها أن تستطيع البدء في رفع أعمدة المسدة في أي يوم من أيام الأسبوع، فهناك بعض الأيام تصمت فيها دقات المسدة تكريما لها، حيث يرتبط الجرد أيضا بطقوس الدفن، اد تقطع أطراف الجرد ولا تدفن مع صاحبه ذلك لأنها تحمل دلالات روحية ودينية قديمة ظلت مرتبطة مع الجرد حتى يوم الناس هدا، ومع تنوع الرقم على أطراف الجرد، تظل الالهة تانيت ألهه الخصب عند الليبيين الحاضرة دائما في هذه التفاصيل).
تلابا في بلاد المغرب
المزيد
كيف يلبس ابرقان (الجرد) ؟
تنويه: الصفحة مازالت تحت الانشاء والنقل غير مسموح به الا مع ذكر رابط المصدر او المشاركة عبر الايقونات اسفل المقالة وهذا تفادياً لنشر بعض الأخطاء لان المعلومات بالمقاله هي مسودة تتعرض باستمرار للتحديث والتغيير ونحن لم نضع النسخة النهائية للمدونة بعد ومازلنا في مرحلة اخد اراء القراء وانتقاداتهم ونحن سعيدين باستقبال ارائكم ومقترحاتكم.
المصادر
- المؤرخ الاغريقي: هيردوثس
- محمد ربيع الكاباوي
- ميس توللي، كتاب عشرة اعوام في طرابلس
- Kaj Birket- Smith
- غوليا لم ناردوتشى، استيطان برقة قديماً وحديثا ص14
- المـؤرخ بروكـوبيــوس
- ويليام جيمس ديورَانت متوفي 1981م، قصة الحضارة ج12، ص50
- العالم الدنماركي كاج بيركيت سميث ،The Paths Of Culture, ص 183 ممرات الثقافة، 1965م.
الله يبارك
تنميرت توغيت ا يوا
موضوع مهم عن سكان شمال افريقا الاصليين و عاداتهم و تقاليدهم
الياس
حياكم الله ..و وفقكم