

الدستور وقانون الجنسية الليبية
قبل صدور قانون الجنسية الليبية رقم 17 لعام 1954م بناء على دستور عام 1951م، كانت كلمة ليبيين عندما ترد في كتب التاريخ وخاصة تلك التي كتبت قبل الخمسينات من القرن الماضي تشير الى البربر (الامازيغ) دون غيرهم من الأجناس الوافدين الى ليبيا والمنتمين الى الجنس الليبي بحكم القانون سابق الذكر.
الجنس الليبي
وهذا جواب لمن يتسائل عن وجود ليبيبن قبل عام 1951، فالجنسية الليبية مرتبطة بالجنس الليبي ومستمدة منه، والليبي لا يحتاج لجنسية لينتمي لجنسة وتاريخه وحضارته ولغته، فالجنس الليبي استمر وجودة منذ زمن الفراعنة الي يومنا هذا، اي ان الليبيون وجدوا قبل انشاء ليبيا الحديثة، حيث ان ليبيا القديمة كانت تضم كافه شمال افريقيا على كافة المساحة الجغرافية التي عاش فيها الجنس الليبي وانتشرت فيها اللغة الليبية، حيث ان الليبيين وصفهم الاغريق والرومان والبيزنطيون والعرب باسم البربر والافارقة والمور واما اللغة الليبية فعرفت ايضا باسم اللغة البربرية.
فمثلاً اوريك بيتس في كتابة (الليبيون الشرقيون) الذي اصدر عام 1912م يقول أن:
بربر/ البربرية، كلمة لها معنى اصطلاحي دقيق: اللغة الحديثة للعرق الليبي، بكل لهجاتها. هنا، وفي العديد من الكتب الأخرى، تستخدم بالمعنى العرقي لتعني “الليبيين المعاصرين”، على سبيل المثال “الخرافات البربرية” = الخرافات، التي تنحدر مباشرة من الليبيين القدامى، وليس خرفات كل الشعوب الناطقة بالبربرية، والتي تشمل بعض الزنوج، وما إلى ذلكصورة من الكتاب.
ويذكر الكاتب الايطالي هنريكو دي اغسطيني في كتاب (سكان ليبيا) ان كلمة ليبيون هي اسم عام للبربر وذكر اسماء القبائل الليبية القديمة. وهذا لان الكتاب تم اصداره عام 1917 اي قبل منح الاتراك والكريت والعرب والشركس وغيرهم الجنسية الليبية.
البربر: بهذه التسمية نحدد بصفة عامة السكان القدامى للشمال الافريقي، ولقد نقل إلينا الكتاب القدامى أسماء متعددة عرفت بها تلك الشعوب، في العصور القديمة، ونكتفي منها فيما يتصل بسكان برقة بذكر بعض الأسماء الرئيسية: ليبي:- وهو اسم عام، يرى البعض انه اشتقاق لغوي من اسم قبيلة لواتة او بني لو كما يسميها الكتاب العربصورة من الكتاب.
يقول د. محمد سالم المقيد الورفلي في كتابه (بعض الآثار الإسلامية بجبل نفوسة) في ليبيا
الراجح حتى الآن ان أول ذكر لليبيين يرجع تاريخه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، ولقد وثقت هذه الإشارة في نص مكتوب يعود تاريخه إلى العصور المصرية القديمة، تشير الدراسات على انه بحلول القرن العاشر قبل الميلاد، استوطن البلاد مجموعات من الناس عرفت بالليبيين، الذين عرفوا، فيما بعد باسم البربر.
يذكر الأستاذ محمد بن مسعود فشيكة في كتاب المنهج الدراسي للصف الخامس الابتدائي المسمى (تاريخ ليبيا العالم) الصادر سنة 1948م.
منازلهم: وكان أكثر الليبيين يسكن الخيام والاكواخ في الجهات الخلوية المشتملة على المروج الخضراء الصالحة لتربية الحيوان، ويفضلون منها ما قرب إلى غدران المطر وموارد السيل. والباقون منهم كانوا يسكنون المدن المقامة في الجبل أو الأراضي المنخفضة. أو القريبة من الساحل. ولا يزال بعضها محتفظاً بأسمائه القديمة، مثل يفرن وكاباو وزليتن وجادو واوجلة، ومن طرز بنائهم القديم انهم كانوا ينحثون في الجبال بيوتا أو يبنون للمنزل القائم على الأرض حيطاناً يتالف كل واحد من جدارين متوازين ثم يملؤون ما بينهما بالتراب. وبعد ارتفاعهما حسب المقدار المطلوب يضعون عليها سقف الدارصورة من الكتاب.
في الواقع لا يمكن حصر الاصل الليبي على الناطقين باللغة الليبية فقط، وتجاهل الليبيين الذين اصبحوا غير ناطقين بها بسبب عوامل عده، فمثلاً اهل مصراته وورفلة ورغمة ورغه ورجين وريما ورنزه والمايا وجنزور وككله وغريان وسرت وسوكنه واوباري وزله وزويله واجخره وتازربو وهوارة وزنارة وماصلة وزناته وزواغه واجدابيا وزنارة وتوكرا ترهونة ومسلاته وتاجورا وغيرهم الكثير… كلهم حافظوا على اسمائهم الليبية القديمة واسماء وديانهم وجبالهم ومناطقهم الداخلية كما ان اخر احصائية عرقية لعام 1931م تظهر ان نسبة من ينتمون الى الجنس الليبي يبلغون حوالي 52%.
المصادر
- سكان ليبيا، لهنريكو دي اغسطيني ص18
- The Eastern Libyans , Oric Bates, P xxi, 1911
- محمد سالم المقيد الورفلي، بعض الآثار الإسلامية بجبل نفوسة
- محمد بن مسعود فشيكة، تاريخ ليبيا العالم
قم بكتابة اول تعليق