اسباب ظهور هذه الادعاءات ؟

 بدء المستعمر الفرنسي في نسب اصول الليبيين الى اوروبا منذ أن وطئت قدمه ارض ليبيا القديمة، ولم يكن هذا بجديد فقد حاول قبلهم المؤرخين والنسابه العرب ذلك منذ القدم، ولكن هذه المحاولات لم تصمد امام المدققين من علماء الانساب والتاريخ امثال ابن عبد البر وابن حزم الاندلسي والعلامة ابن خلدون والبلاذري والمرسي، وروايتهم حول هجرة الليبيين من اليمن بعد انهيار سد مآرب التي يطرحونها لها خلفيات ايدلوجية واهذاف سياسية وبها العديد من الثغرات، منها:

• غياب المصادر الآثرية والتاريخية التي تتبث تلك الهجرة المزعومه.
• تعارض طرحهم مع التواريخ فانهيار سد مآرب حدث في وقت قريب سنة 634م اي قبل ظهور الاسلام بحوالي 40 عام، والليبيين ذُكر وجودهم في شمال افريقيا قبل ذلك التاريخ بـالاف السنين.
• اذا افترضنا جدلاً وجود افراد او مجموعة هاجرت من اليمن الى ليبيا القديمة، هذا لا يجعل كل الليبيين يمنيين، بل العكس هو الصحيح، فالوافد هو الذي يندمج في الاصل.
• يدعي البعض ان قبيلة حمير اليمنية تتحدث اللغة الليبيه، وهذا ظحك على العقول، فحمير لغتهم لا تتشابه او تتقارب مع اللغة الليبية.
• يدعي البعض ان الحروف الليبية مأخوذة من الخط اليمني (المسند) ونحن نرد على ادعائهم ونقول.
  • اولاً: الحروف الليبية اقدم من الحروف اليمنية، ولهذا لا يجوز القول ان الليبيين اخذوا حروفهم من اليمن بل العكس هو الصحيح.
  • ثانياً: التشابه في رسم حرفين ابجديين كتابتاً لا نطقاً من بين أكثر من 30 حرف ربما يرجع للصدفة او يرجع لتأثر الحميريين بالفينيقيين نتيجة لتعاملهم التجاري مع الشام، فخط اللغة اليونانية مشابهة أكثر للخط الفينيقي.
• التناقض في طرحهم
  1. قالوا ان جدهم بر بن تملا.
  2. قالوا ان جدهم هو بر بن قيس بن عيلان.
  3. قالوا ان جدهم افريقش بن صيفي  بن حمير.

هل (بر) شخصية واقعية ؟ حقيقة تسمية بربر

هل اسم البربر اشتق من اسم بر المزعوم !! في القديم حاول البعض تفسير كلمة بربر عبر ابتداع رواية تقول ان جد البربر هو شخص يمني حميري يدعى (بر)، وقد قام المؤرخين المسلمين وغيرهم بتكذيب هذه القصص التي قيل انها من اكاذيب مؤرخي اليمن ويعتقد ابن خلدون ان مصدر هذه الكذبة هو النسابه أيوب بن أبي يزيد تم نسخها منه الاخرون.

ومع مرور الزمن وبعد اتساع المعرفة والعلم عرفنا ان اصل كلمة بربر (βάρβαρος) يعود الى اللغة اليونانية والكلمة اطلقها الإغريق والرومان والبيزنطيين على الليبيين وعلى العرب انفسهم وعلى كل شعب لا يتحدث لغتهم ولا ينتمي الى منظومتهم الثقافية والحضارية مثلما يطلق العرب كلمة أعجمي على من لا يتحدث العربية، ونجد ان بعض الكتاب المسلمون فسروا الكلمة بشكل مقارب لهذا المفهوم عندما قالوا أن كلمة بربر مشتقة من البربرة اي الكلام الغير مفهوم، تم تطور مفهوم الكلمة مع الزمن لتشير الى معاني آخرى قدحيه.

يقول البلاذري (ت. 892م) في كتاب فتوح البلدان

حدثني بكر بن الهيثم، قال: سألت عبد الله بن صالح عن البربر، فقال: هم يزعمون أنهم ولد بر بن قيس وما جعل الله لقيس ولدا يقال له بر.

يقول ابن حزم الاندلسي (ت. 1064م) في كتاب جمهرة انساب العرب

وادّعت طوائف منهم إلى اليمن، إلى حمير، وبعضهم إلى بر بن قيس عيلان. وهذا باطل، لا شك فيه. وما علم النسابون لقيس عيلان ابناً اسمه بر أصلاً. ولا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر، إلا في تكاذيب مؤرّخى اليمن

وقد استغرب ابن سيده كيف انهم ينسبون البرابرة الى بر بن قيس بالرغم من ان اسمهم اعجمي واستذل على هذا باضافة هاء للاسم

والبربرة كثرة الكلام والجلبة باللسان وقيل الصياح رجل بربار وقد بربر وبربر جيل يقال إنهم من ولد بر بن قيس بن عيلان ولا أدري كيف هذا والبرابرة الجماعة منهم زادوا الهاء فيه إما للعجمة وإما للنسب وهو الصحيح

وقد أكد ابن خلدون وبعده المقزيري على هذا الكلام وزاد في تكذيب بطلانه ما نسج من قصص حول بر بن قيس المزعوم

يقول ابن عبد البر (ت. 1071م) في كتاب الإنباه على قبائل الرواة

وانكر اهل العلم بالنسب وأيام العرب أن يكون لقيس بن عيلان ولد يقال له بر ولم يعرفوا لقيس ولدا إلا الثلاثة المذكورين ومنهم تشعبت شعوب قيس وقبائلها كلها

يقول السلاوي (ت. 1898م) في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى

البرانس فقط من نسل كنعان وأما البتر فهم بنو بر بن قيس بن عيلان بن مضر وهذا القول قد تقدم ما فيه فالحق أن الشعبين معا عريقان في البربرية وأن الجميع من ولد مازيغ