

لا يعلم الكثيرين ان مساجد ليبيا القديمة في مصراتة وزليتن وغريان وككله واوجلة ومسلاتة وجنزور وزوارة وجبل نفوسة…وغيرها في كافة شمال افريقيا والصحراء الكبرى تم بنائها على نمط العمارة الليبي الذي يمتاز باستخدام الجبس وكثرة القباب والدعائم التي تحملها وعدم وجود مئدنة والبعض منها الحقت لها المئادن مؤخراً كمسجد اولاد الشيخ والزروق بمصراتة، وهذا الطراز المعماري يعرف الآن باسم العمارة الليبية والبعض يتجنب ذلك ويطلق عليها خطأ اسم العمارة الاسلامية. المساجد استمدت عمارتها من الكنائس
———————————-
هذه العمارة الجميلة في الحقيقة هي امتداد لعمارة الكنائس، وبعد ان دخل الليبيون في الاسلام استمروا في استخدام كنائسهم ومعابدهم القديمة كمساجد؛ والفن المعماري الليبي يمكن ان نقول انه تاثر بالعمارة البيزنطية ذات القبة الكبيرة الا ان الليبيون تميزوا بوضع عدة قباب صغيرة بدل القبة الضخمة، كما اقاموا مساجد جديدة بنفس الطابع، واخذ المسلمون القباب والمحاريب عن كنائس المسيحيين ولذلك يرفض بعض السلفيين وجودها ويأمرون بازالتها لانها تشبة بالنصارى وقالوا ان الرسول نهى عنها لقوله ( لا تزال أمتي بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح النصارى ) الا ان المشائخ مختلفين معهم حول اباحتها او ازالتها.
من اشهر الكنائس المسيحية والمعابد اليهود التي تحولت لمساجد هي كنيسة ورفلة وكنيسة كاباو وفي الشام كنيسة يوحنا المعمدان وهو الجامع الاموي الان وكنيسة آيا صوفيا في تركيا التي تحولت لمسجد تم لمعرض. الانسة توللي تتحدث عن احد المساجد التي وجدت البربر يعمروها في طرابلس حيث امضت عشرة أعوام في بلاطها 1783– 1793… وهذه شهادة مهمة منها تهمنا في ما يخص العمارة في شمال افريقيا والاندلس.

المصادر
- عشرة أعوام في طرابلس 1783- 1793 تعريب عبدالجليل الطاهر، الدار الليبية، بنغازي تاريخ الطبعة الاولى 1967 - العمارة المسجد والصلاة ص 74.
قم بكتابة اول تعليق