

خطورة إدعاء الانساب
القرأن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه الامين، ودستورنا ومرجعنا في الحياة، يأمرنا نحن المسلم الطائعين المؤمن بالله ورسلة وكتبه واليوم الاخر بأن نحافظ على أنسابنا الى ابائنا واقوامنا فنحن مؤتمنون عليها فلا يجب ان نخون الامانة ”الناس مؤتمنون على أنسابهم ما لم يدعوا شرفاً” قاعدة فقهية للأمام مالك، وليس من الاسلام ان نختار انسابنا حسب مصالحنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الزائلة؛ مثلما فعل بعض سفهاء القوم عندما اعلن القذافي في خطاباته بتاريخ 8–10–2007م وخطابة بفزان بتاريخ 18–9–2009م عن سعيه لإحياء الدولة الفاطميه الشيعية، فخرج فجأه الكثيرين يدعون انتسابهم الى ما يسمى (الأشراف) من آل البيت، لانهم يعرفون المكانه الرفيعه التي يحضى بها هؤلاء عند الشيعة، ورد عليه الدكتور عبد الفتاح إدريس، وهو رئيس قسم الفقه المقارن بكية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الخبير بمجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة، إنه «بالنسبة للادعاء بإقامة دولة فاطمية شمال أفريقيا فإن انتساب الفاطميين الذين كانوا يحكمون شمال أفريقيا الى آل البيت نسب مطعون فيه من قبل المؤرخين»، وسبب ورود أيات وأحاديث صحيحة عديدة في التحذير والوعيد لمن ادعى النسب ان هذا الفعل يولد مفاسد عظیمه وآثار سیئه وضیاع الانساب وانقطاع الارحام، وانتشار الكراهیه والعنصریه لان هذا الفعل يسبب في اشعال الفتن واهانه واحتقار وازدراء وعقوق للاقوام التی ینتمی لها فی الحقیقه، وبهذا استحق عذاب النار والحرمان من الجنه، ولا تقع العقوبه علی الجاهل بنسبه.
(وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالشرف يتأتى بالعمل الصالح وتقوى الله وليس بالانساب والاحساب
———————————-
آيات التهديد والوعيد في مسألة الانساب
- قال الله تعالی ( ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله ) الاحزاب
- وقال ( وما جعل ادعیاءكم ابناءكم ) الاحزاب
- وقال (لیس من رجل ادعی لغیر ابیه وهو یعلمه إلا كفر، ومن ادعی قوما لیس له فیهم فلیتبوء مقعده من النار) صحيح البخاري (6/539) ومسلم وبن حنبل.. ويزيد البخاری (إلا كفر بالله) وهنا تحول الكفر من كفر بالنعمه الی كفر بالله تعالی. والحديث فيه تحذير ووعيد من أن الإنتساب لغير الأب او القوم مع العلم، فيه ذنب عظيم يقتضي دخول النار والعياذ بالله و أن الانتفاء من النسب الصحيح المعلوم صحته كفر نسأل الله السلامة.
- ( ومن ادعی الی غیر ابیه، او انتمی الی غیر موالیه، فعلیه لعنة الله والملائكة اجمعین، لا یقبل الله منه یوم القیامه صرفا ولا عدلا) متفق علیه.
- عن ابوهريره قال رسول الله ( لا ترغبوا عن ابائكم فمن رغب عن ابیه فهو كفر) صحيح البخاري (12/54) ومسلم، وتری بعض التفاسیر انه كفر الذی لا یستحق التخلید فی النار
- وقال ( من ادعی الی غیر ابیه وهو یعلم انه غیر ابیه فالجنه علیه حرام) حدیث صحیح.
- قال علیه السلام (كفر بالله من انتفی من نسبه وإن دق او ادعی نسبا لا یعرف).. رواه ابن ماجه
- وقال ( إن من اعظم الفری ان یدعی الرجل الی غیر ابیه، او یری عینه ما لم تری، او یقول علی رسول الله مالم یقل)
- عن ابی بكر رضی الله عنه: (كفر بالله تبرو من نسب وإن دق).
- عن ابن عمرو (كفر بامریء ادعاء نسب لا یعرف او جحده وإن دق).
- عن الصدیق (كفر بالله من ادعی نسبا لا یعرف) رواه الدرامی
- قال تعالی : (ومن یعص الله ورسوله ویتعد حدوده یدخله نارا خالدا فیها) النساء
لا یجوز نسب العبد المعتق لغیر مالكیه وهذا ما طبقه اغلب اللیبیین عندما قاموا باعتاق عبيدهم حیث یحمل العديد من المعتقین كنیاتهم وینتموا لمالكيهم السابقين، اما من ضاع نسبه ولم یعثر علی ای وثیقه تذكره فینسب لنسب للعائله او قبیلته المسلمه التی تملكه او ینتمی لها واندمج فیها، يقول تعالى:
- ( فإن لم تعلموا ابائهم فإخوانكم فی الدین وموالیكم ولیس علیكم جناح فیما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحیما ) الاحزاب.
———————————-
الاسلام يحثنا أن نحفظ اصلنا لنحفظ صلة ارحامنا
وقال: ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال ، منسأة في الأثر). تصحيح الالباني
إن مدعي النسب بدون جهل هم من الدنيويون خالفوا وكفروا بـكلام الله وسنة رسوله الكريم وهم لا يهمهم اذا تسبب فعلهم في فتنه عظيمة واحقاد كما حدث في السودان والصومال وممالك غرب افريقيا من ادعاء الكثير منهم انتسابه لآل بيت الرسول واحتقارهم بهذا لاخوته السود من نفس جلدتهم وفي الحقيقة ما هم الا سود مثلهم وهذا للاسف نشاهدة في كل الدول الاسلامية ومنها شمال افريقيا حيث زعم الكثير من الليبيين (الامازيغ) انتسابهم الى آل البيت (الأشراف) وخاصتا المرابطين الصنهاجة الوافدين من الساقية الحمراء والذين تاجروا كثيراً بهذا النسب وظحكوا على الناس السذج مستغلين جهلهم بنسب هؤلاء الوافدين واظحوا يحصدون الاموال والعطايا والهدايا والمكانه الاجتماعية مستترين تحت عبائة التدين المزيف، الذي يختفي ورائه النصب والاحتيال على الناس هو مصدر عيشهم ورزقهم وبـهذا صرنا نفهم لماذا وضع الله عقوبه شديدة جداً على هؤلاء المزورين لانسابهم وخاصتاً تلك الفئة التي تكذب وتستغل نسب الرسول، نجد قبيلة ماطوس ولواته التي حاربت الوندال والبيزنطيين تدعي النسب الى (آل البيت) وهم ليسوا عرب اطلاقاً وكانوا في ليبيا قبل قدوم الاسلام، أيضا قبيلة قنطرار التي ذكرت انها من البربر الاباضية التي خرج منها الاف علماء الاباضية وهذا مثال بسيط جداً على هذه الظاهرة، ايضا نلاحظ الكثير ممن فقد لغتة بسبب عوامل كثيرة يدعي انتسابه لغيرة، ونحن كمسلمين نعرف ان النسب يعود للاب فقط وليس للغة فالانسان يستطيع ان يكتسب ويتعلم اكثر من لغة، فمن يتكلم 3 لغات له نسب واحد لا يتغير وهو نسبة الى ابائه وتاريخه وحضارته وامته واجداده وامجاده، يقول الله تعالى: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) [ سورة غافر: 28] .
ولهذا لا یرضی الكثیر من اللیبیین الاصلاء الذین یتقون الله تزویج بناتهم من الراغبین عن انسابهم ومدعی انساب اقوام غیرهم عمداً فالسبب دینی واذبی واخلاقی وعرفی.
———————————-
التفاخر بالانساب
التفاخر بالأنساب محرم، وهو من خصال الجاهلية المذمومة، وقد جاء الإسلام بإبطاله والنهي عنه
وقال: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) [الحجرات: 13].
موضوع مرتبط