ليلة البارح استقيضت على اذان الفجر وعندما نظرت للافق جهة المشرق وجدت اننا مازلنا في الليل والدنيا ظلام دامس حالك، والفجر لم يطلع واصبحت انتظر الى حوالي 29 دقيقة عندها طلع الفجر الصادق، واما طلوع الشمس كان بعد ذلك بحوالى 1 ساعة و 30 دقيقة.

ماهي صلاة الفجر والصبح؟

هناك خلاف فالرآي الاول يقول انه لا فرق بينهما والرآي الثاني يقول اذا اذن للفجر وصلينا ركعتان منفردين فهذه صلاة الفجر وهي سنة واذا صلينا جهراً مع الجماعة والامام فهي صلاة الصبح وهي فرض.

ووقتهما بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس، ويجب ان تصلي بعد ان يبدو لك الفجر ويتضح، والرسول كان يصلي الصبح وقت الغلس وهو عندما تختلط ظلمة آخر الليل بضوء الصباح، ولا يجوز اطلاقا صلاة الفجر قبل وقتها. يقول تعالى:

(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)

والفجر هنا ليس الفجر الكاذب انما الفجر الصادق وهو الضوء الابيض الظاهر عريضاً في الافق جهة المشرق ويستمر حوالي 30 دقيقة قبل حلول وقت الاسفار الذي يستمر لحوالي 24 دقيقة قبل طلوع الشمس، وقبل الفجر الصادق بلحظات يظهر الشفق الاحمر المسعترض، اما الضوء الطولي فهو الفجر الكاذب وهو لا يظهر دائما لانه مرتبط بعوامل جوية ويضمحل وتلحقه ظلمه ويكون قبل الصادق بحوالي 28 دقيقة.

سأل الرسول: (اي الاعمال احب الى الله، قال الصلاة في وقتها).

إن الله سبحانه حدد في القرآن الكريم موعد صلاة الفجر والامساك عن الاكل في رمضان يقول تعالى:

(وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر).

ولكن الملاحظ الآن ان الغالبية يصلون الفجر ليلا في وقت صلاة قيام الليل وبالتالي لا يمكن اعتبارها صلاة فجر حتى ان المسجد يغلق والفجر لم يأتي بعد.

وسبب المشكلة ان المؤذنين والائمة في ليبيا وغيرها همهم المال الذي يأخدونه من الاوقاف ولا يكلفوا انفسهم عنا السؤال والبحث ولم يدرسوا علم التوقيت ولا يميزوا علامات حلول موعد الفجر والمغرب ويعتمدوا على الساعة الالكترونية والتوقيت الفلكي رغم ان المساجد بها صوامع عالية انفق عليها مبالغ طائلة لتحري الوقت، فهذه الصوامع لم تبنى للزينه.

وفي رمضان تعتبر هذه الاخطاء الناتجه عن الجهل مشكلة كبيرة لأن الجوامع تؤذن للفجر ونحن مازلنا في الظلام الحالك ولم يتبين خيط ابيض من الاسود في الافق اطلاقاً مما يربك عوام الصائمين والبعض يعتقد انه افطر او استيقض واعتقد ان وقت الامتناع عن الاكل قد حان وصام بدون سحور.

عموما تحديد الفجر لا يخضع لعلم الحساب لانه غير تابث والسبب أن ضوء الشمس لا يظهر بزاوية تابثة بسبب اختلاف نسبة الرطوبة فهو تؤثر به العوامل الجوية، يعني اليوم ممكن يظهر ضوء الفجر والشمس تكون بزاوية 15° وغدا بزاوية 20° وبعد غداً بزاوية 18° ولهذا يجب ان يتم تحديده برؤيا العين امثثالا للشرع الاسلامي…والله اعلم