طيلة عقود توهمنا او اوهمونا بأن العرب كان لهم حضارة عظيمة اخرجت العالم من الظلمات الى النور، وان تخلف العرب سببه العثمانيون والاستعمار الاوروبي، ولكن بعد توسع مداركنا وابحارنا في قراءة كتاب الله وكتب التاريخ الاسلامي صدمنا بالحجم الهائل للاكاذيب التي كانت تبث في رؤسنا الصغيرة، فالحقيقة جارحه جداً لمن تم الكذب عليه ولا نعلم طريقة ملائمة لنصححها بدون احداث صدمة وردت فعل لقرائنا الاعزاء.
الدليل الالهي
يقول تعالى: ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) سورة الجمعة، هنا ينعثنا الله تعالى بالاميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون وهذه صفة البداوة التي لا زالت تميزنا، وهذه الاية تدل ايضاً اننا لسنا اصحاب حضارة، فتلك التي نسبناها إلينا ماهي إلا حضارة الامم التي سبقتنا واندثر ذكرها او التي غزوناها وسرقنا علمائها ونهبنا حضارتها كالفرس والقبط والانباط والسيريان والاشوريين والفينيقيين وغيرهم من الشعوب.
الدليل من نصوص التاريخ
يقول ابن خلدون
« من الغريب الواقع أن حملة العلم في المله الاسلامية اكثرهم العجم وليس في العرب حملة علم لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم العقلية إلا في القليل النادر وإن كان منهم العربي في نسبه فهو اعجمي في لغته ومرباه مع أن الملة عربية وصاحب شريعتها عربي »
الدليل الاثري
العرب لم يكتبوا او يقرؤا ولا وجود لنقوش اثرية مكتوبة بالعربية قبل الاسلام، وماهو موجود نقشه الحبشيون السود حكام اليمن اصحاب حضارة اكسوم باثيوبيا، حيث ان اجدادنا العرب تعلموا الكتابة عند نزول القراءن بعد ان دفعتهم الحاجة لتدوين آياته، فتم اللجوء الى خط اللغة الآرامية بشكلها القديم، ولكنه لم يكن مناسب لها.
ظهرت مشاكل عدة اجبرت المسلمين على تطوير هذا الخط ليناسب اللغة العربية فتم اضافة علامات التشكيل والتنقيط، تم بدءت العربية الفصحى (لهجة قريش) في الاندثار بسبب اختلاط اجدادنا العرب بشعوب العجم واستجلابهم السبايا والغلمان لبيوتهم، فظهر العالم الفارسي سيبوية والعالم البربري ابن اجروم فوضعوا قواعد للغتنا، إلا ان العربية الفصحى تلاشت ولم يعد الآن من يتحدثها وحل محلها عدة لهجات متأثرة بلغات الشعوب الاخرى، وفي العصر الحديث اصطنعت مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة (اللغة العربية الحديثة) التي اصبحت لغة التلفزيون والكتب والجرائد.
قم بكتابة اول تعليق